شهدت العلاقة بين إيران وحركة المقاومة الاسلامية حماس توترا شديدا ,وانحسرت إلى أدنى مستوياتها مع اندلاع الاحداث في سوريا ووقوف حركة حماس إلى جانب الثورة السورية وأدى ذلك إلى انسحاب ممثل حركة حماس من العاصمة  طهران ووقف التمويل الإيراني للحركة الذي كان مقدرا بحوالي 3 مليون دولار امريكي, وانعكس ذلك ايضا على العلاقة بين حماس وحزب الله حيث شهدت هذه العلاقة شبه انقطاع بين الطرفين .
ومع تبدل المعطيات الميدانية والعسكرية في الحرب الدائرة في سوريا بين النظام والمعارضة ولأسباب عديدة يعود بعضها إلى علاقات حماس مع بعض الدول العربية عاد الحديث عن استعادة حركة حماس لعلاقتها بإيران وتم عقد اجتماعات عدة  لإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين ,إلا أنه لم يجر الإعلان الرسمي عن إعادة هذه العلاقات بانتظار الزيارة التي سيقوم بها خالد مشعل إلى إيران والتي لم يحدد موعدها بعد .
وتأتي الحرب الدائرة في غزة اليوم في توقيتها الخاطيء لتتوضح الصورة أكثر فإن ثمة فاتورة على حماس أن تسددها لإيران لاستكمال الاجراءات في إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين وجاءت هذه الحرب التي تريدها إيران اليوم تسديدا لهذه الفاتورة ,وقد حاولت بعض الفصائل التنصل منها ولكن فصائل فلسطينية أخرى أكثر ولاءا  لطهران قامت بفرض الحرب على الشعب الفلسطيني وقد لوحظ في هذا السياق غياب الامين العام لحركة حماس عن المشهد في الأيام الماضية لكنه ظهر يوم أمس معلنا المواجهة مع العدو الإسرائيلي في حرب بدا وكأنه لا يريدها ولا يريد أن تكون ثمنا لزيارته لايران .
وتأتي هذه الحرب أيضا كرغبة إيرانية واضحة لخلط الأوراق في المنطقة بعد الضغوطات التي تتعرض لها طهران جراء الأحداث الجارية في كل من سوريا والعراق ولبنان وكما يبدو أيضا فإن الوحدة الفلسطينية الفلسطينية قد تكون سببا إضافيا في تسعير هذه الحرب لتحرير حركة حماس من التزاماتها مع السلطة الفلسطينية الرسمية وهو أمر بات مستحبا لدى الإيرانيين وقد يصب في صالح خططهم في فلسطين والمنطقة .
إن هذه الحرب التي حاولت إسرائيل تجنبها أكثر من مرة وقد أكدت ذلك تصريحات إسرائيلية عدة في رغبة الكيان الإسرائيلي في التهدئة , إلا أن إصرار بعض فصائل المقاومة الفلسطينية على هذه الحرب وبالشكل الذي بدأت به يطرح المزيد من علامات الاستفهام عن الجهات الراغبة في اندلاع هذه الحرب بشكل مفاجيء والجهات المستفيدة منها مع الاخذ بعين الإعتبار نوعية الاسلحة والصواريخ الجديدة  التي يتم استخدامها والتي يظهر أنها صواريخ جديدة وصلت حديثا إلى الفلسطينيين وبعد اندلاع الحرب السورية الامر الذي من شأنه ان يكشف سيناريوهات جديدة تعد للمنطقة بإشراف إيراني وتنفيذ فلسطيني .