تنكب السلطات العراقية على التحقق من صحة التسجيل الذي ظهر فيه ما يسمى بتنظيم ًالدولة الاسلامية ً ابو بكر البغدادي على ً اليوتيوب ً وهو يخطب في مناصريه الجمعة الفائت في احد جوامع مدينة الموصل .. وقد يكون من المفيد في سياق عملية التحقق التي تجريها سلطات نوري المالكي ، التعريج على بعض هوايات ً الخليفة الجديد للمسلمين ً ، وبالتالي الاطلاع على ما أوردته صحيفة ًالصنداي تليغراف ً البريطانية التي لفتت النظر الى ان ًالخليفة ابراهيم ً _ وبما اننا هذه الايام في أجواء المونديال _ كان ماهراً في لعب كرة القدم لدرجة ان رفاقه كانوا يشبهونه باللاعب الأرجنتيني ًميسي ً . ولا نعتقد ان متحققي المالكي الموقّرين لم يلحظوا ان الخليفة المزعوم ، كان يضع في يده خلال إطلالته ، ساعة ًرولكس ً تقول الصحيفة البريطانية ان سعرها لا يقل عن ستة آلاف دولار أميركي ، في تناقض فاضح بين ما يدّعي انه يدعو أنصاره اليه من بساطة المظهر وتواضع الكساء الذي كان سائدا في زمن الخلفاء الراشدين ، وما يحمله من ساعة باهظة الثمن صنّعها شياطين الغرب الذين يحاربهم عقائديا .. ولا نعتقد أيضاً ان هؤلاء المتحققين من تسجيل البغدادي ، سيجرؤون على التوصل الى خلاصات لا تقيم كثيرا من الاختلاف بين شخصية ًالخليفة الجديد ً وشخصية رجل عاد الى العراق متسلقاً الغزو الاميركي في العام ٢٠٠٣ ، وبَطش وقتل ونكّل بأهل السنة ً بذريعة انهم ًمن فلول حزب البعث وأتباع صدام ً بما لا يقاس مع ما فعله هذا الاخير لسنوات عديدة ، ضد من كان يتراءى له انهم خصوم من الشيعة وغير الشيعة . فلينوّرنا احد بربّكم .. بماذا يختلف ً الخليفة ابراهيم ً الذي تعمّد الضرب على وتر العصب الديني بالظهور بعمامة سوداء ، زاعما انه يقتفي بالنبي ، وبين خليفة آخر هو نوري المالكي ، أجاد خلال سنوات حكمه في إقتفاء ظل صدام حسين في ضروب الإقصاء والظلم وصنوف التعنت والغرور ... هذا يبقر البطون وينحر من الوريد الى الوريد .. وذاك يقتل بطرقه الخاصة . لم تفلح الساعات العديدة التي كان يمضيها السفير ريان كروكر والجنرال ديفيد بترايوس مع المالكي ، العام ٢٠٠٧ في بغداد ، في تشذيب وهندسة بطش هذا الرجل ، كي لا يفضح عرّابه الاميركي ، الذي أصرّ على بقائه في سدة الحكم العام ٢٠١٠ ولا يزال مصرا حتى الآن ، بالرغم من كل هذا الكم من الويلات التي جرّها على العراق ، فها هو يتشبث بالولاية الثالثة مستمدا القوة من الحليف السوري الذي استطاع ان يبقى بالرغم من سفك مئات الألوف وتشريد الملايين من البشر . المضحك المبكي ان نرى جرافات قوات المالكي على شاشات التلفزة تعمل على اقامة السواتر الترابية ، خوفا من اقتحامات لعناصر ً داعش ً في بعض المحافظات العراقية .. الضباع تخاف من الوحوش .. وكلهم صناعة الغابة الاميركية الواحدة .