لا يزال الوضع الأمني المتردي في صدارة الاحداث على الساحة اللبنانية وتتكشف يوما بعد يوم المزيد من المخططات الإرهابية من خلال خطة الأمن الاستباقي التي لجأت إليها الأجهزة الامنية اللبنانية إلا أن هذه الخطة على أهميتها لم تحقق حتى اليوم أهدافها بالقضاء على المجموعات الإرهابية التي تغزو الساحة اللبنانية من بيروت إلى البقاع إلى الشمال إلى الجنوب ,ولذلك ثمة حديث عن استمرار الأخطار المحدقة خصوصا في ظل العشوائية التي تحكم عمل المجموعات المسلحة والتي برزت في أكثر من مكان وموقع .
واللافت في متابعة الأحداث مرافقة هذه الخطة الاستباقية حملة إعلامية منظمة على المملكة العربية السعودية ولسنا هنا في مقام الدفاع عن المملكة السعودية إلا أن التركيز على دور المملكة وتحميلها مسؤولية تغطية الارهاب والمجموعات الارهابية من شأنه زيادة الإحتقان الطائفي والمذهبي الذي بات يهدد ليس لبنان وحدة بل المنطقة بأكملها , في حين أن المطلوب وفي هذه الظروف بالذات مواجهة الفتنة الطائفية والمذهبية وتجنيب لبنان مساويء هذا الخطر الداهم سيما وأن المملكة العربية السعودية أعلنت مرارا وتكرارا عن إدانتها لهذه الأعمال الارهابية وكانت ولا تزال معظم هذه المجموعات على لائحة المجموعات الإرهابية  التي وضعتها المملكة السعودية وأعلنت عنها ,كما ان بعض الموقوفين لدى الأجهزة الامنية اللبنانية من التابعية السعودية هم من المطلوبين في سجلات الامن السعودي وبالتالي فإن اتهام السعودية برعاية هذه المجموعات هو اتهام في غير محلة وإن تصوير المملكة العربية السعودية بأنها مملكة الإرهاب او أنها السعودية الكارثة أو الكارثة السعودية يأتي في سياق المغالطات والشائعات الإعلامية التي يراد منها تحريض الشارع اللبناني عموما والشيعي خصوصا على المملكة العربية السعودية لأهداف سياسية مرتبطة بأحداث المنطقة عموما .
ومن هنا فإن المسؤولية تقع اولا وآخرا على المرجعيات الشيعية اللبنانية وعلى حزب الله بالتحديد بضرورة وضع حد لهذا التمادي من التحريض الطائفي والمذهبي الذي لا يستثني أحدا من نتائجه السلبية والكارثية مع ضرورة وضع حد لبعض وسائل الإعلام المحلية التي تثير النعرات والشائعات للإيقاع بين اللبنانيين والمملكة العربية السعودية خصوصا بين ابناء الطائفة الشيعية والمملكة .

كاظم عكر