في إطار العمليات الإستباقية التي بدأتها القوى الأمنية والعسكرية تعدّدت الإنجازات أمس، إذ بعد أقلّ من ستّ ساعات على إعلان قيادة الجيش عن حصيلة مداهماتها في منطقة القلمون في الشمال والتي انتهت الى توقيف شبكة خماسية كانت تخطّط لاغتيال أحد كبار الضبّاط الأمنيين في الشمال، داهمَت قوّة من الأمن العام بالتنسيق مع وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي عصرَ أمس فندق «دو روي» في الروشة، لتوقيف سعوديَّين إثنين كانا يعدّان العدّة لتنفيذ عملية انتحارية في أحد الأماكن، فأقدمَ أحدهما على تفجير نفسه بحزام ناسف، فقُتل على الفور، ويدعى عبد الرحمن الحميقي، فيما أصيب الثاني بجروح مختلفة وحروقٍ نُقِل على اثرها الى مستشفى الجامعة الأميركية ووُضع تحت الحماية الأمنية إلى حين تمكّنه من الخضوع للتحقيق.

وكشفَت مراجع أمنية معنية لـ"الجمهورية" أنّ عملية الدهم جرت بدقّة متناهية نفّذتها قوّة أمنية صغيرة من "عناصر النخبة" في الأمن العام التي كُلِفت بالمهمة بالتنسيق المسبق مع الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وقد أسهمَ الانتشار الكثيف للجيش في المنطقة وعدم حاجته الى إستقدام ايّ قوّة إضافية، في تنفيذ المهمّة بنحوٍ مباغت ومفاجئ، ما مكّنَ القوّة الأمنية من الوصول بسهولة الى غرفة الإنتحاريين في الطابق الرابع من الفندق ومحاصرتهما فيها، فسارع أحدُهما الى تفجير نفسه فتمزّق إرباً إرباً، فيما أصيب الثاني.

وتسبّبت شظايا التفجير بإصابة ثلاثة من عناصر الأمن العام، من بينهم ضابط برتبة نقيب، وقد أصيب بحروق في وجهه. كذلك أصيب أحد عناصر قوى الأمن الداخلي بكسر في كتفه، وسبعةُ مدنيين من نزلاء الفندق ومواطنين مارّة وفي مبنى مجاور جرّاء انهيار الواجهات الزجاجية عليهم. وسارعَت سيارت الإطفاء الى إخماد الحريق الذي اندلعَ في الفندق. وأفيد لاحقاً عن إصابة أحد رجال الإطفاء بجروح نتيجة سقوط جسمٍ صلب من واجهة الفندق.

إثر ذلك، عمدَت عناصر من مخابرات الجيش الى تفتيش غرف الفندق بحثاً عن متفجّرات وإرهابيين آخرين، وجمّعت نزلاءَ الفندق في بهوه الرئيسي للتحقيق معهم، وانتهت العملية بتوقيف بعض عمّال الفندق، ومنهم سوريّون وسودانيون.

وتردّدت معلومات عن العثور على محفظة مليئة بالمتفجّرات، لكنّ أيّ مصدر أمنيّ لم يؤكّد ذلك، كما أخضِعَت السيارات المتوقّفة في جوار الفندق للتفتيش.

ولاحقاً، تبنّى «لواء أحرار السنّة بعلبك» التفجير في الفندق، مشيراً إلى أنّه تمّ تنفيذه من قِبل «مجاهد» من «الأحرار» بقوّة أمنية «صليبية» بعد محاولتِها اعتقاله، بحسب تعبيرها.

وذكر عبر «تويتر» أنّ «مجاهدين» آخرين أصبحوا بأمان خارج منطقة العملية الانتحارية، وقال: عمليّاتنا لن ترحم «حزب الله» والجيش اللبناني وكلّ من يستهدفنا.

وأجرت القوى الأمنية مداهمات شملت فنادق عدّة في منطقة الروشة بحثاً عن مطلوبين. وأشارت معلومات ليلاً إلى أنّ الأمن العام ألقى القبض على سوريّين في اوتيل ومطعم الساحة على طريق المطار، وعلى سعودي في أوتيل «غاليريا»