متزامناً مع المفاوضات النووية التي تجري حالياً بين إيران والدول الست أو بالأحرى بين إيران والولايات المتحدة، يبدو أن الأزمة العراقية وفرت المزيد من التبريرات للتقارب بين الطرفين وكان هذا الأمر واضحاً من خلال تصريحات مسؤولين كبار إيرانيين وأميركيين.

صرح الرئيس روحاني يوم السبت بأن على جميع الدول أن يدعموا من أجل مكافحة داعش، وأن الأميركيين لم يقوموا بشيئ في هذا المجال وأكد روحاني على أن هناك مجال للتعاون م ع الأميركيين بحال يقوموا بالتدخل ضد داعش.

واضاف روحاني بأن العراق قادر على دفع خطر الإرهاب ولكنه لو يطلب الدعم من إيران، فإيران مستعدة لتقديم أي مساعدة في إطار القوانين الدولية.

ومن جهة أخرى كتبت صحيفة وال استريت جورنال نقلاً عن سلطات دفاعية أميركية بأن الإتفاق المحتمل بين إيران والولايات المتحدة على القضية العراقية سيتبع فرص وتهديدات لكلا الطرفين.

يقول هذا التقرير إن الولايات المتحدة استعدت لمحادثات محتملة مع الإيرانيين حول الأحداث في العراق رغم أن القنوات لعقد هذه المحادثات لم يحدد بعد.

وفي شأن متصل أكد السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، يوم الأحد الماضي على أن مساندة إيران ضروري للتجنب من سقوط الدولة العراقية مطالباً إجراء المحادثات مع إيران.

وقارن ليندسي بين التعاون الأميركي- السوفياتي في عهد استالين وفترة الحرب العالمية الثانية وبين التعاون الحالي بين واشنطن وطهران، مما يعني أن الولايات المتحدة بات تعترف بأن إيران قوة عظمى لا يمكن تجاهلها في الحسابات، وهذا هو السرّ في استغراب الكثيرين من تصريحات ليندسي المعروف بمواقفها المتشددة ضد البرنامج النووي الإيراني، وفق هافينغتون بوست.

وسبق لهذا السناتور المتشدد الجمهوري أن قال بأن إظهار القوة هو الطريق الوحيد لإرغام طهران على التخلي من برنامجها النووي.

يتوقع الكثير من الخبراء والمراقبين أن يكون موضوع داعش مطروحاً في المفاوضات التي يعقد اليوم الإثنين في فيينا ولو يشكل هامشياً.

وفيما إذا يكون المفاوضات الإيراني الأميركية مسموحاً من قبل القيادة الإيرانية، يبدو أنها مسموح حيث أن المفاوضات الثنائية بين الطرفين، للتنسيق في العراق سبقت المفاوضات النووية الإيرانية وأن أمن العراق له أهمية قصوى عند الإيرانيين وعند ما كان يُعتبر المفاوضات مع الأمريكان بشأن القضية النووية الإيرانية أو رفع العقوبات، محظوراً، قام دبلوماسيون إيرانيون بإجراء مفاوضات مع نظراءهم الأميركيين في بغداد.