تكبد حزب الله خلال الاسابيع الاخيرة خسائر كبيرة خلال قتاله في سوريا وتعرض مقاتلو الحزب لانتكاسات عسكرية عديدة خصوصا في رنكوس في منطقة القلمون وظهرت نتائج هذه الإخفاقات من خلال أعداد القتلى التي يعلن عنها الحزب بين فترة وأخرى إذ شيع الحزب في الأسبوع الماضي سبعة قتلى موزعين على مناطق البقاع والجنوب وهي على ما يبدو الدفعة الأولى من القتلى الذين سقطوا في رنكوس الاسبوع الماضي .
وتشير الوقائع الميدانية إلى تعثر الحزب عسكريا في المناطق الواقعة على تخوم دمشق حيث لم يحرز الحزب أي تقدم يذكر في منطقتي المليحة وجوبر القريبتين من العاصمة دمشق , ويقول خبراء عسكريون أن إخفاقات الحزب تعود إلى طبيعة المنطقة الجغرافية وعدم معرفة مقاتلي الحزب بالمنطقة من جهة ومن جهة ثانية وبحسب مصادر في الحزب نفسه أن مقاتلي الحزب يتعرضون دائما لخيانة عسكرية من جيش النظام السوري تؤدي إلى تعرضهم لكمائن وتضعهم تحت مرمى القناصين .
ويقول معارضون سوريون أن تعثر حزب الله الميداني في سوريا يعود لسببين رئيسيين : الاول يتمثل في احتفاظ قوات المعارضة السورية بزمام الامور والثاني مرتبط بحزب الله الذي انهكته المساحة الجغرافية الشاسعة التي ينتشر فيها من تخوم حمص إلى سائر مدن وبلدات القلمون مما يحول دون قدرته على حشد مقاتليه في مكان واحد بالاضافة الى ان الغوطة الشرقية لا تتيح له قدرة التحرك بحكم البعد الجغرافي للمنطقة .
هذا بالاضافة الى أن المسلحين السوريين من المعارضة تعرفوا اكثر على استراتيجية حزب الله التي يعتمد عليها في قتاله في سوريا والتي أدت إلى سيطرته سابقا على بلدات قارة ودير عطية والنبك وغيرها ولكن سيطرة الحزب على هذه المناطق دفعت بالمقاتلين السوريين بالتوجه إلى الجرود وعملوا على اعادة تنظيم صفوفهم من جديد والقيام بهجمات مرتدة على الحزب وحواجزه المنتشرة في تلك المناطق .
ويعود سبب الإخفاقات الكبيرة لحزب الله أيضا إلى الاستراتيجيات الجديدة التي تعمل وفقها قوات المعارضة والتي تحاكي استراتيجية الكر والفر للحد من الخسائر.
وتستخدم قوات المعارضة السورية استراتيجية الاعتماد على الانفاق واستخدامها كقواعد لانطلاق العمليات العسكرية ضد حزب الله وقوات النظام وتقوم هذه الاستراتيجية ايضا على الاستفادة من الطبيعة الجغرافية والمدنية في المنطقة بحيث تستخدم الابنية كمرابض للقناصات كما تستخدم الشوارع الضيقة نقاطا لانطلاق العمليات العسكرية وصد قوات حزب الله وقوات النظام .
وامام الاستراتيجيات الجديدة التي يتبعها مسلحو المعارضة فإن مقاتلي حزب الله باتوا أقل قدرة على الإمساك بالواقع الميداني لسبب اساسي وهو عدم معرفتهم بالطبيعة الميدانية الجغرافية لتلك المناطق وتعرضهم في اكثر من مكان لحالة من الخيانة العسكرية كما أشرنا سابقا .
وبالنظر الى هذه المستجدات الميدانية في سوريا مرورا بالمستجدات العسكرية والامنية في العراق ومع المزيد من سيطرة داعش على مناطق أخرى فإن حزب الله ربما يكون الحلقة الأضعف في المرحلة المقبلة ومن المتوقع المزيد من الإنكفاء والمزيد من القتلى في ظل الإصرار المتواصل للسيد نصر الله على الانخراط في أزمات المنطقة عموما وسوريا خصوصا  .