لا يزال الحدث الأبرز على الساحة اللبنانية هو تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية , تعطيل تتحمل مسؤوليته الأطراف كافة, ومع دخول الشغور الرئاسي في البلد يومه العشرين لم يظهر بعد أي بصيص أمل للحل وبات الجميع ينتظر المعجرة .
وفي ظل هذا الواقع المأزوم لبنانيا تتسارع الاحداث من حولنا لتضع لبنان مجددا في عين العاصفة وبات اللبنانيون أمام اختبارات جديدة لتثبيت قدرتهم على تجاوز الأزمات المستوردة .
بالأمس القريب كانت الأزمة السورية وما زالت تلقي بثقلها على الواقع اللبناني سياسيا واجتماعيا وأمنيا وشعبيا وقد استطاع اللبناني إلى حد ما الوقوف بوجه العاصفة في بعض جوانبها الامنية والسياسية وأخذ المشهد اللبناني شكله في الإنسجام مع هذه التطورات ,ولذلك فهو اليوم مدعو من جديد إلى مواكبة الاحداث الجديدة  التي تجري في العراق والاستعداد سياسيا وأمنيا وشعبيا للإرتدادات الأمنية والسياسية لهذه الأحداث التي قد تحصل على الساحة اللبنانية , لان ما يحصل اليوم لن يكون لبنان بمنأى عنه ذلك ان الساحة اللبنانية كانت وما زالت ساحة لتصفية الحسابات الخارجية , لذلك فإن لبنان اليوم الرسمي والشعبي والسياسي مدعو لمراقبة المشهد العراقي بحذر والاستعداد الدائم لمواكبة التطورات التي يمكن ان تحصل سيما وأن خطورة الاحداث الجارية  قد أصبحت خارج سيطرة الدول في كل من العراق وسوريا وباتت المجموعات المسلحة هي القوة التي تتحكم بمصير الأحداث .
وفي ظل هذا الواقع فإن على الطاقم السياسي الحاكم في لبنان بما فيه من تيارات سياسية وحزبية العمل الجاد على انتخاب رئيس جديد للبلاد ليستطيع لبنان بكل مؤسساته الدستورية مواكبة الاحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة وليستطيع حماية الدولة من الارتدادات السلبية لهذه الاحداث على الساحة اللبنانية .