بعد أن أعلنت السعودية في الأيام الأخيرة بأنها وجهت رسالة دعوة للوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، زاد التوقعات للتفاعل الإيراني، واعتبرت تلك الدعوة خطوة مهمة في اتجاه استئناف العلاقات خاصة بعد محاولات باكستانية وكويتية وعمانية لرأب الصدع بين البلدين، ولكن الوزير الخارجية الإيراني كشف عن حقيقة هذه الرسالة عند ما صرح بأنها لا تمثل أكثر من رسالة عادية روتينية للمشاركة في الإجتماع الوزاري للمنظمة المؤتمر الإسلامي المزمع عقدها في جدة في الأسبوع  المقبل ونفى ظريف أن تتضمن هذه الرسالة دعوة لزيارة ثنائية.

واضاف وزير الخارجية الإيراني بأنه نظراً لتزامن هذا الإجتماع مع المفاوضات النووية الشاملة في فيينا، لا يمكنه الذهاب إلى السعودية.

وأعلنت المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الإيرانية بأن مرتضى سرمدي نائب وزير الخارجية الإيراني سيشارك في هذا الإجتماع الوزاري وسيترأس الوفد الإيراني.

ويُذكر أنه بعد مجيئ الرئيس روحاني شهدت العلاقات الإيرانية العربية تحسناً ملموساً خاصة فيما يتعلق بالجيران الخليجيين، إلا أن العلاقات الإيرانية السعودية لم تشهد بعد عشرة أشهر من الحكومة الجديدة الإيرانية تحولاً يُذكر غير أن الطرفين يؤكدان على نيتهما لإعادة مياه العلاقات إلى مجاريها، ولكن يبدو أن الملفين الرئيسيين اللذين يشتغل فيهما إيران ويرتبط بهما السعودية وهما الملف السوري والملف النووي، يشكلان عائقان أساسيان أمام تحقق تقدم في مجال العلاقات بين البلدين.

وبالرغم من أن مقربين من إيران من أمثال السيد حسن نصر الله أعلنوا في وقت سابق بأن السعودية متورطة في محاولة تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، إلا أن الإيرانيين برأوا السعودية من هذه التهمة رغم أنهم أعربوا عن استيائهم من تصرفات بندر بن سلطان واعتبروه عائقا رئيسياً أمام تحسن العلاقات بين البلدين، وبعد إقصاء الأخير من منصب رئاسة مخابرات السعودية، تبين أن المشاكل بين البلدين أكبر وأكثر من أن يزال بإقصاء بندر بن سلطان.

ويبدو أن على السعوديين أن يفتحوا حساباً مستقلاً لزيارة وزير الحارجية الإيراني، ويرفعوا اليد عن استغلال مناسبات عامة يشارك فيه عشرات من وزراء الخارجية من أجل جرّ الأخير إلى بلدهم.