شهدت مدينة جنيف يوم الأمس أول لقاء رسمي معلن بين ممثلين لإيران والولايات المتحدة بمشاركة أوربية في إطار حلحلة القضية النووية الإيرانية. وركزت العديد من الصحف الإيرانية على دور مساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز كعنصر أساسي لتقدم المفاوضات النووية كما العلاقات الثنائية الإيرانية الأميركية وعنونت صحيفة دنياي اقتصاد "إن الولايات المتحدة تأتي برجلها غير مرئي ويليام بيرنز".

ويرى إيرانيون بأن ضمَ بيرنز الى الوفد المفاوض الأميركي تمَ من أجل إنقاذ المفاوضات النووية التي أصابتها خلل في الجولة الأخيرة نتيجة اقتراح الدول الست إدخال موضوع المشروع الصاروخي الإيراني في المفاوضات النووية.

ويأتي هذا التركيز على دور بيرنز في المفاوضات من قبل الإعلام الإيراني بعد أن أكد حسين موسويان كبير المفاوضين النوويين في ولاية الرئيس السابق محمد خاتمي على أن حصول التقدم في الملف النووي أمر مهم للغاية في ملف الخدمة الديبلوماسية لويليام بيرنز الذي سيتقاعد من العمل في كانون الأول المقبل، حيث أنه بطبيعة الحال يريد أن ينهي خدمته بإنجاز كبير، والمفاوضات النووية ستكون فرصة كبيرة أمامه لتحقق هذا الحلم، والرجل يحظى بثقة كبيرة عند الفريقين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة.

ترى إيران أن الطرف الرئيس في مفاوضاتها النووية مع الدول الست، هو الولايات المتحدة حيث أنها تقف وراء جميع العراقيل امام برامجها النووية. يبدو أن إيران تريد الوصول إلى طمأنة أميركية من رفع العقوبات ضد إيران بحال تحقق عقد دائم مع الدول الست بشأن القضية النووية.

قال عراقجي قبل يوم من بدء اللقاء الثنائي الإيراني الأميركي إن إزالة جميع العقوبات تشكل المحور الرئيس لهذه المحادثات.

وصرح عراقجي بعد المحادثات مع الوفد الأميركي، التي استمرت لخمس ساعات  وشاركت فيها هيلغا اشميت مساعدة أشتون، بأن المفاوضات تمت في أجواء بناءة وإيجابية.

وتستمر هذه المحادثات اليوم الثلاثاء على أن تتم محادثات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة من دون مشاركة ممثلة اشتون.

ويبدو أن الوفد الإيراني قرر البدء بمحادثات ثلاثية استمزاجاً لردود جماعات الضغط في الداخل، ثم الخوض في المحادثات الثنائية مع الأميركيين، والتي هي الأساس في جميع الملفات العالقة.

وبموازات المحادثات الثنائية مع الأميركيين لن ينسى الفريق الإيراني، الإكتراث بالروس والألمان والفرنسيين، وعقدوا ويعقدون محادثات معهم من أجل تطمينهم بأنهم لم يوضعوا خارج الصفقات ولم يُيعدوا عنها، ولكن الحقيقة الرئيسية هي أن قطار التطبيع بين الطرفين الرئيسيين انطلق منذ ولم يوقفه أحد، وعلى الأوروبيين والصين أن يفتشوا عن مكان لهم في مستقبل الإقتصاد الإيراني قبل أن يحتلها الأميركييون الذين لن ينسوا الإيرانيون بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود، خدماتهم في مجال تحديث إيران.