لقد ظهر لوبي  يعمل   ويتلاعب في مصير كوادر  وقيادات فتح، ولكن للأسف لم ينتبه البعض لمقولة “وأكلت يوم أكل الثور الأسود” لقد تم فصل العديد من كوادر حركة فتح على مدار التجربة أو إقصاء أو تحديد ممرات لإلصاق تهمة التجنح أو الإنشقاق كان هناك بعض من اختلط لديهم الأمر وتاه عنهم المأرب واصطفوا إلى جانب هذا اللوبي الذي كان مصر دوماً على إقصاء أبناء قطاع غزة وكوادرها من دائرة القرار ودائرة المسؤولية، وطوردوا في كل المؤسسات الحركية منذ أواخر السبعينات .

ومن المؤكد بان حركة فتح سوف تشهد معركة شديدة ،  بين عباس والوطنيين في داخل حركة فتح وهو صراع ليس جديد بل يتجدد مع أي منعطف تمر به حركة فتح، السيد عباس ومنذ توليه رئاسة الحركة والمواقع الاعتبارية الأخرى في السلطة والمنظمة لا يخفى على أحد برنامجه التي تعبر عن حالة من الفشل الدائم والانسداد الكامل في كل الطروحات والتصورات لعدم الوضوح في الرؤية واللعب في تحالف المحاور والأحلاف.

ويكتب الكاتب الفلسطيني سميح خلف بان السيد محمود عباس لم يدمر حركة فتح بل كانت حركة فتح هي طليعة برنامجه التدميري ولأن فتح مازالت هي التي تمثل خطورة حقيقية على الكيان الصهيوني وتمثل خطورة حقيقية على من هم ساروا في أجواء وأهواء إسرائيل والذين يطالبون بأمنها ويطالبون بعلاقات اقتصادية وفنية وكروية مع هذا الكيان الغاصب.

 لكن د. سفيان ابو زايدة  احد الكواد المطرودين يكتب على صفحته على الفيس بوك " على الرغم انني تقدمت باستقالتي طوعا من المجلس الثوري لحركة فتح في منتصف شهر مارس الماضي و قررت تجميد نشاطاتي الحركية احتجاجا على السياسة التدميرية ، من وجهة نظري على الاقل، التي يتبعها السيد رئيس الحركة  إلا انني تفاجئت بإصدار قرار  تم نشره على وكالة الانباء الرسمية بفصلي كليا من حركة فتح مع اربعة كوادر قيادية لهذه الحركة. و على الرغم انه لم يتم ابلاغي من اي جهة تنظيمية بقرار الفصل، على الاقل حتى هذه اللحظة،  و على الرغم انه  لم يتم مراجعتي  حول اي سلوك تنظيمي او توجيه اي تهمه او حتى استفسار الا ان التهمة او الذريعة  خلف قرار الفصل هي ( التجنح)".

بالأمس القريب فصلوا العديد من الكوادر في الساحة اللبنانية ثم الساحة الأردنية ثم ساحة أوروبا، ثم غزة، بحجة التجنح وللأسف كثير من المتتبعين لتلك القرارات اللاقانونية واللاأخلاقية والتي تخرج أصلا عن نظام حركة فتح لا يفهمون معنى التجنح، فهل يحق أن نقول أن نقول أن من يتمسك بالثوابت الفلسطينية هو متجنح؟ "

يدخل الرئيس عباس بهذه القرارات في مواجه مع المحور الربي لصالح محور اخر يستمر والذي سوف يفرض نفسه على الشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة للناي بنفسه عن صراع المحاور من اجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يعيش في الداخل الفلسطيني تحت وطائه الانقسامات الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي ،وفي الشتات تحت وطائة اللجوء والمشاكل العربية التي تفرض نفسها على الشعب الفلسطيني لكونه  جزء من المشكلة  ،لقد انحاز ابو مازن في عدة دول لصالح فريق ضد اخر من لبنان وسورية ومصر و دخل الرئيس عباس مباشرة في صراع مع دول الاعتدال لصالح التطرف الاسلامي،  ففي قراراته والتي تدل على أنه رجل طاعن في السن وأصبح متعب من النضال والترحال يمارس غطاء كبير بفصل مجموعة من المناضلين الأشداء الذين دفعوا من أجل الوطن جزء من عمرهم الزمني في سجون اسرائيل ومقارعة الاحتلال، قبل المؤتمر العام لحركة فتح الذي وحده يمكنه تقرير مصير هؤلاء والبث بأمرهم ،   ولأن فتح ستسير في الاتجاه الصحيح وسيلفظهم كوادر حركة فتح في غزة ولأن أبناء حركة فتح لن يستقيم لهم الحال مع هذا المخرب المدمر لهذه الحركة وتاريخها وتجربتها، إنه يلعب لعبة اليأس .وحسب الكثير من الكوادر الفتحاوية المستاءة من تصرفات عباس الاخيرة ترى بان مهما حاول محمود عباس من إقصاء للمناضلين و تكميم للأفواه و اضطهاد و تمزيق لحركة فتح ، فأن التاريخ لن يرحم ، و مدونات التاريخ الفلسطيني في مرحلته الراهنة كافية للرد على هذه التصرفات لكن رد القيادي الفتحاوي المفصول.

لكن النائب محمد دحلان يقول في رده على عملية الفصل :"بان مهما حاول محمود عباس من إقصاء للمناضلين و تكميم للأفواه و اضطهاد و تمزيق لحركة فتح ، فأن التاريخ لن يرحم ، و مدونات التاريخ الفلسطيني في مرحلته الراهنة كافية و زيادة لملاحقة محمود عباس و أفراد أسرته بشبهات السرقة و التفريط الوطني و القتل العمد و التواطؤ مع المحتل و مع غير المحتل ، و الزمن ليس مهما ، لان تلك جرائم لا تسقط بالتقادم ، و هو يعرف ذلك جيداً ، و يعلم أيضاً بان كل شيء موثق و مدون بالتفصيل الممل .

ويشدد دحلان  على أن هذا القرار السخيف لا قيمة و لا وزن له ، بل هو قرار شخص جبان يخشى مواجهتكم و يخاف من مواجهة القانون ، شخص يعد العدة لسرقة ما تبقى من ' شرعية ' و مال و نفوذ ، شخص يقول للمحتلين ' قد لا أستطيع توقيع اتفاق معكم لكني ساحطم كل ما قد يعيق طريقكم او يشوش أمنكم و احتلالكم ' ، و نحن نقول له اعلى ما بخيلك اركبوا ' ، فبيننا و بينك انت و أولادك القانون و الحق و المستقبل".

ففي قول مشهور لأحد كواد حركة فتح في بداية الثمانينات من القرن الماضي عندما سأله سائل من المناضلين “أين حركة فتح؟” فأجاب هذا القائد “أن حركة فتح نحن من صنعها، فوقتما نشاء نخرجها ووقتما نشاء نضعه في الدرج”، تلك الآليات التي تعودت قيادات حركة فتح أن تستخدمها ضد المناضلين وفي مناخات لا تخدم إلا مشروعها ومشروعها الشخصي فقط وبنرجسياتها أيضاً..

د.خالد ممدوح العزي