يصادف اليوم ذكرى مرور 153 عاما على تأسيس قوى الامن الداخلي اللبنانية وبهذه المناسبة يتقدم موقع لبنان الجديد بأسمى آيات التهنئة و التبريك لهذه المؤسسة اللبنانية العريقة التي تسهر على سلامة الوطن وأمن المواطن .

تعود النواة الأولى لتأسيس قوى الامن الداخلي إلى 9 حزيران 1861  بعد صدور بروتوكول ينص على إنشاء " ضابطة الدرك اللبناني " وجاء ذلك في عهد الدولة العثمانية وتتألف ضابطة الدرك اللبناني حينذاك من سبعة عناصر بمعدل عنصر واحد لكل 1000 من المواطنين وقد تم تجهيز حوالي 1500 عنصر حينذاك نظرا لعدم توفر الإمكانات المادية وتم تقسيمهم إلى كتيبتين تؤازرهما كتيبة تركية  كانت تسمى الدرّاكون ومن هنا جاءت تسمية الدرك  .
وبعد الاستقلال عام 1943 تم تعزيز الدرك وبقي القوة الوحيدة المسلحة التي تتولى ضبط الامن ومعالجة الصعوبات إلى جانب الحكومة اللبنانية , و في العام 1945 أصبح الجيش اللبناني القوة الثانية الى جانب قوى الامن الداخلي التي تعمل على استتباب الأمن و الإستقرار .
وفي عام 1959 انشأت مديرية عامة لقوى الأمن الداخلي تخضع لوزارة الداخلية وترتبط بها مباشرة وتتألف من  أربع وحدات مستقلة وهي: الدرك، شرطة بيروت، الشرطة القضائية، والمعهد. وفي العام 1990 عتم تعديل هيكلية قوى الأمن الداخلي وحددت مهامها في مجالي الضابطتين الإدارية والعدلية وضابطة السير إضافة إلى مؤازرة السلطات في تأدِية وظائِفِها وحراسة المؤسسات والإدارات والبعثات الأجنبية. واستناداً لهذا القانون، قُسّمت قوى الأمن إلى عشر وحدات وأصبح مجلس قيادتها مؤلفاً من عشرة أعضاء يرأسهم المدير العام.

والملاحظ أن تأسيس قوى الامن الداخلي جاء قبل نيل الكيان اللبناني للإستقلال واعتبر ذلك مؤشرا على أهمية الامن وضرورته قبل إنشاء الكيان وذلك لمراقبة ومواكبة التغييرات التي حصلت قبل وأثناء وبعد حصول لبنان على الاستقلال على اعتبار ان الامن كان ولا زال عنصر استقرار على أكثر من صعيد , وقد استُفيد من قوى الأمن الداخلي فيما بعد نيل لبنان الاستقلال حيث بقيت هذه المؤسسة العين الساهرة على حماية الاستقلال واستتباب الامن في تلك الفترة .
ويعتبر الأمن في هذه الحالات حاجة أساسية في تثبيت الاستقلال وصونه وفي مواكبة التغييرات التي تطرأ على صعيد تأسيس وتثبيت الدولة ويعتبر عنصر الأمن عامل أمان واطمئنان لدى الدولة والمواطن على حد سواء ومن الخطا الفادح اعتبار عنصر الأمن كفزاعة أو وسيلة للترهيب خصوصا وأن واجباته الاساسية تقوم على الحماية والدفاع ودرء المخاطر  .
ومن هنا اعتبرت قوى الامن الداخلي ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا المؤسسة التاريخية العريقة التي أخذت على عاتقها حماية الدولة والمواطن والسهر على أمن البلاد والعباد وقد كانت الانجازات كبيرة وكثيرة .