كادت الخطة الامنية ان تصاب بانتكاسة ليلة اعلان فوز الرئيس السوري بشار الاسد لولاية ثالثة في سوريا. حيث اعرب سكان جبل محسن عن ابتهاجهم بهذا الفوز لاطلاق مفرقعات نارية وتخلله اطلاق رصاص، مما يعني ان المزاج الشعبي في جبل محسن لا يزال على حاله، لكن سكان التبانة لم يتمالكوا اعصابهم جراء الاحتفال بفوز الاسد، فكانت ردة فعلهم القاء بضعة قذائف واعيرة نارية باتجاه الجبل، حتى اعتبر البعض منهم ان ما حصل في جبل محسن هو استفزاز لهم واشارة خطيرة تنبئ بأن الخطة الامنية مهددة في ايّ لحظة حسب ما اعلنه النائب محمد كبارة في تعليقه على ما جرى من توتّر.
لكن ما يطمئن الطرابلسيين ان الجيش اللبناني استطاع بحكمته لجم محاولات العودة الى الوراء، فسارع الى تطويق الاماكن التي حصل فيها اطلاق الرصاص، ونفذ سلسلة مداهمات تمكن خلالها من توقيف مطلقي الرصاص في المنطقتين واعاد الامور الى نصابها، ليثبت للجميع ان اللعب بالنار دونه اخطار وخط احمر.
هذا التوتر ادى الى تساؤلات ابرزها:
اولا، ان توقيف قادة المحاور ورؤساء المجموعات لم يضع حدا نهائيا لمخاطر عودة التوتر الى طرابلس، لان عناصر هذه المجموعات لا تزال بعيدة عن الملاحقة.
ثانيا، ان هناك عناصر وافراد قادرة على توتير الاوضاع وهذا ما دفع بالجيش الى المبادرة الفورية لمداهمتهم وتوقيفهم.
ثالثا، ان الخطة الامنية لا تزال بحاجة الى تثبيت ولا يمكن التراخي مع اي حادث مهما كان هامشيا.
وفي كافة الاحوال ان التدابير التي اتخذها الجيش اشاعت اجواء الاطمئنان، والى ان المدينة لن تعود الى الوراء وان خطوات الاستقرار تمضي الى الامام...