بعد الوصول إلى الشغور في سدّة الرئاسة الأولى، وفشل الأطراف اللبنانية في التوصل للاتفاق على رئيس جديد، نتيجة الخلافات الحاصلة بين الأفرقاء اللبنانيين والتي انعكست تجاذباتها على داخل الطائفة المارونية والتي يُفترض أن تتفق على شخصٍ من أعلامها الموارنة في أسرع وقت ليكون رئيساً للبلاد، تشكلت في الأيام الماضية هيئة تضم هيئات مسيحية ومارونية بدأت جولاتها على القيادات المسيحية على أمل تقريب وجهات النظر والاتفاق على رئيس.

وفي هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصّاً مع عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم الذي لم يعلّق آمالاً كبيرة على هذه الهيئة في ظل سياسة عون الإلغائية التي بدأت بالفراغ وستنتهي بشلّ البلد.

فأوضح النائب فادي كرم للبنان الجديد أن "هذه الهيئة المارونية تشكّلت نتيجة التعطيل الذي يعمد له فريق الثامن من آذار، خاصةً التيار الوطني الحر، ونتيجة وصولنا إلى ما وصلنا إليه من وضع مُزري في الاستحقاق الرئاسي. وهي عبارة عن مجموعة من الهيئات المسيحية، والمارونية بالأخص، تحاول أن تجد حلول لأزمة الاستحقاق الرئاسي، وتقوم بزيارة القيادات المسيحية، وزارت الدكتور سمير جعجع الذي هنّأها على هذه الخطوة وطلب منها أن المتابعة عسىأن تستطيع أن تخرق الجدار الذي صنعه التيار الوطني الحر والذي أوقف به العملية الديمقراطية، ووضع معادلة صعبة جداً وغريبة جداً وهي إما الاتفاق على العماد عون وإمّا لا انتخابات.

وأضاف كرم "وتقوم هذه الرابطة اليوم بطرح مجموعة أفكار يمكن أن تؤدّي إلى تسوية بين الأفرقاء المسيحيين ويمكن أن يتم الاتفاق على أحد هؤلاء المرشحين المسيحيين على شرط ألّا يعتمد سياسة الأنا أو لا أحد، فإذا استطاعوا إقناع العماد عون بهذا الكلام يكونوا قد اقتربوا من الحل، وأما إذا فشلوا في إقناعه، وهذا الظاهر، تكون فشلت هذه المبادرة كما سابقاتها. فنحن أصبح لدينا تصوّر أن الجنرال عون سيدفعنا من فراغ إلى فراغ إن كان في الاستحقاق الرئاسي و الاستحقاقات النيابية بناءً على معادلة إما أن تعطوني الرئاسة والنيابة بقوانين انتخابية تناسبني وإما سأشل البلد وسأفرّغ المؤسسات."

وعن الانتخابات السورية التي جرت في لبنان في اليومين الماضيين، رأى النائب كرم أن "هذه لا تعتبر انتخابات، فهي أبعد ما تكون عن الانتخابات، فهي مسألة صُوَرية واستعراض قوى وانتقلت عملية إدارة هذه الأمور الإستفزازية والمهينة للشعب اللبناني من البوريفاج إلى السفارة السورية في اليرزة."

أما عن تسهيلات الدولة اللبنانية لإجراء هذه الانتخابات على أراضيها قال كرم "إن الحكومة اللبنانية لم تقطع العلاقة مع الحكومة السورية، ولهذا السبب هي مضطرة لأن تتعامل مع الأمر بناء على هذا الواقع."