بعد فشل المساعي "اللبنانية-اللبنانية" بالتوصل لرئيس جديد للبلاد، اتجهت الأنظار إلى باريس حيث تدور في العاصمة الفرنسية مساعٍ جديدة "فرنسية-سعودية"، فعُقد بالأمس لقاءاً بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك بعد لقاءٍ جمع جعجع بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الموجود في باريس. هذا وكان الفيصل قد استقبل أيضاً يوم أمس النائب وليد جنبلاط والوزير وائل أبو فاعور، بعدما كان قد التقى الرئيس السنيورة.

وكشف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مؤتمر صحافي من باريس أن الرئيس سعد الحريري طرح أن يكون رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون مرشحاً توافقياً.

واعتبر جعجع أنه ليس في إمكان عون أن يكون توافقياً بعد ممارساته السياسية القائمة على ورقة تفاهم حزب الله.

وتتجه أيضاً أنظار اللبنانيين إلى العاصمة السعودية "الرياض" حيث يقوم رئيس الحكومة تمام سلام بزيارةٍ رسمية للرياض، وفي هذا الخصوص شدد السفير السعودي لدى لبنان، علي عواض عسيري، على أهمية الزيارة التي سيقوم بها دولة رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، إلى المملكة، مشيراً إلى أنها تستند إلى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأوضح أن دولته سوف يلتقي عدداً من كبار المسؤولين في المملكة، وستشكل الزيارة مناسبة لتعزيز أواصر الأخوة وتبادل الآراء حول الأوضاع التي تشهدها المنطقة.

وبدوره أكد سلام على أن زيارته هذه تنضوي تحت هدف شكر المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الدّعم والمؤازرة للبنان وخصوصاً في ما يتعلق بالمساعدة، غير المسبوقة، والمقدّمة لتسليح الجيش للبناني بقيمة 3 مليارات دولار، وفي هدف تعزيز الروابط بين البلدين. نافياً أن يكون لتوقيت الزيارة أيّة علاقة بالاستحقاقات الداهمة وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي.

هذا وكان سلام قد التقى بالسراي الكبير مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأوضح في تصريح له بعد هذا اللقاء أن "عدم إنتخاب رئيس هو من الناحية الدستورية شغور لموقع الرئاسة، وهناك إحاطة لهذا الشغور في المادة 62 التي تعطي وكالة صلاحيات الرئاسة لمجلس الوزراء، وبالتالي هناك بعد آخر قد نذهب إلى الفراغ إذا ما تمت محاولة لتسييس هذا الشغور."

فهل ستنجح المساعي الفرنسية-السعودية في تقريب وجهات النظر اللبنانية المتباعدة، والتوصل لرئيسٍ جديد قبل انتهاء المهلة الدستورية والوقوع في فكّ الفراغ، أم أن هذه الجولات المكوكية التي يقوم بها أقطاب السياسة اللبنانية ستكون مجرّد طوافٍ رئاسيٍّ كاذب كَثُر فيه الضجيج وقلّ الحجيج...!!!

نهلا ناصر الدين