كشف رئيس لجنة المال والموازنة وأمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب إبراهيم كنعان أنّه أعدّ تصوّرًا مفصّلاً سيطرحه في الجلسة التشريعية بمحاولةٍ لسدّ الثغرات في تقرير سلسلة الرتب والرواتب قبل إقرارها، لافتًا إلى أنّ هناك ملاحظات على تقرير اللجنة الجديدة خصوصًا لجهة التخفيضات التي طالت العسكر ودرجات المعلمين اضافة الى ملاحظات على الايرادات وموضوع الـTVA "بحيث لدينا موقف مبدئي رافض لزيادتها".
وشدّد كنعان، في حديث لـ"النشرة"، على وجوب التعاطي مع السلسلة ليس فقط من زاوية الأرقام بل من زاوية الحقوق وأصحاب الحقوق على ألا يتضارب ذلك مع امكانات الدولة. وقال: "هناك إجحاف كبير وغير مبرّر في تقرير اللجنة الجديدة بالنسبة للعسكر والمعلمين، والمطلوب زيادة أجورهم وقدرتهم الشرائية حتى يتمكنوا من تأمين حدّ أدنى من الحياة الكريمة".

 

لسنا بانتظار جواب من "المستقبل"
وفي الملف الرئاسي، نفى كنعان أن يكون "التيار الوطني الحر" بانتظار جواب من زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري، وقال: "الجواب ليس لنا فنحن حسمنا خيارنا والمطلوب أن تبادر باقي الكتل للانتقال من الجولة الأولى في الاستحقاق الرئاسي للجولة النهائية من خلال تحديد خياراتها والرئيس الذي يجسد هذه الخيارات".
وسأل كنعان: "هل المطلوب كسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ اتفاق الطائف أو الاستمرار بضرب الصيغة الميثاقية؟" وشدّد على أن العماد عون ليس مرشحا اليوم للرئاسة بل خيار باتجاه احترام الصيغة وتصحيح مستوى التمثيل وتأمين حد أدنى من الاستقرار والانطلاق بعملية الاصلاح وبناء الثقة بين الدولة والمواطن.
ولفت كنعان الى أن عون من الأقطاب الأساسيين القادرين على التحرك باتجاه الجميع والوصول الى نتائج ايجابية، "وهذا ما لمسناه لمس اليد في الموضوع الحكومي، فقد كان له دور أساسي بجمع تيار المستقبل وحزب الله على طاولة واحدة، أضف لدوره الايجابي بنجاح الخطة الأمنية والتي كانت حظوظ نجاحها حتى الأمس القريب منعدمة".

 

بكركي مع الرئيس القوي
وعن المعلومات الصحافية التي تحدثت عن أن تيار "المستقبل" سيسير بترشيح عون في حال دعمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أكّد كنعان أن البطريركية المارونية حريصة على أن يكون هناك رئيس قوي ويحظى بتمثيل مسيحي واسع وقادر على جمع اللبنانيين، وهو ما ورد في مذكرة بكركي.
وردا على سؤال حول التنازلات التي قد يكون العماد عون قدمها في حال وافق "تيار المستقبل" على تبني ترشيحه، أشار كنعان الى أنّ المطلوب في هذه المرحلة ليس تقديم أي تنازلات بقدر ما المطلوب احترام الدستور والصيغة الميثاقية فيمثل كل رئيس بيئته، وقال: "أما إذا كان المقصود بالتنازلات الوصول لقواسم مشتركة مع تيار المستقبل فهذا أمر ضروري للحكم شرط ألا يكون ذلك على حساب الدولة ومؤسساتها ورؤيتنا السياسية وبرنامجنا الاصلاحي".

 

التفاهم ممكن
واستبعد كنعان أن نكون سائرين بخطوات سريعة باتجاه الفراغ، لافتا الى امكانية انتاج تفاهم لبناني – لبناني في اللحظة الأخيرة قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس في 25 أيار الحالي.
وذكّر كنعان كيف شهد الملف الحكومي حلحلة مفاجئة بعد 11 شهرا من الخلافات، وقال:"نحن قادرون اليوم على انتاج تفاهم مماثل في حال وصلنا الى قناعة بأننا لسنا بصدد منافسة وتحقيق مكاسب بل بصدد استحقاق مصيري للحفاظ على لبنان واحترام الصيغة الميثاقية والأدوار والأحجام".

 

بالونات اختبار
وعن امكانية تمديد ولاية رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان في حال تعذر الوصول للتفاهم المطلوب، استبعد كنعان السير بهذا الطرح باعتبار أن الرئيس سليمان هو نفسه أعلن أنّه يرفضه، متوقعا أن يكون ما يتردد في وسائل الاعلام في هذا الاطار مجرد "بالونات اختبار". وقال: "نحن ضد مبدأ التمديد بشكل عام وليس فقط بموقع الرئاسة وقد أثبتنا ذلك بأكثر من محطة، فالتمديد برأينا يقتل مبدأ تداول السلطة ويؤدي لعملية اهتراء بالمؤسسات الدستورية ويخلق حالة سلبية".
ودعا كنعان لوضع خارطة طريق فورية تؤكد وجوب أن تحترم الانتخابات الرئاسية الصيغة الميثاقية وتحدد مهمة الرئيس بالمرحلة المقبلة. وقال: "نحن لا نسعى للتوافق على الشخص بل الى شخص قادر على أن يوفق بين اللبنانيين".