من المقرر أن تجرى الانتخابات السورية فى الثالث من حزيران القادم، وتأتي هذه الانتخابات في خضمّ النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.بينما بدأ العد العكسي للاستحقاق الرئاسي اللبناني ومن المفترض أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار الجاري، بينما لا يزال التعطيل سيّد الجلسات في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي طليعتها الأوضاع السورية.

وفي استطلاعٍ جزئي أجراه موقع لبنان الجديد حول آراء الشعب اللبناني بالانتخابات السورية وانعكاساتها على الصعيد اللبناني، تبيّن لنا انقسام الشارع اللبناني بين مؤيّد للانتخابات السورية ومعارضٍ لها، وبالتالي انقسامه حول تأثير هذه الانتخابات على الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

فهذا "أحمد" يرى في الانتخابات السورية مسرحية كبيرة، بطلها بشار الأسد والكومبارس هم المرشحون الآخرون في هذه الانتخابات، ورأى بأن إجراءها ليس بوقته أبداً مع استمرار المجازر والمذابح وتزايد أعداد النازحين.

و"بلال" رأى بأن الانتخابات السورية مجرّد كذبة، ولن تؤدّي في لبنان إلّا لمزيدٍ من الانقسام والتشرذم.

أما "كاظم عكر"، رأى بأن بشار الأسد مثل أي مواطن سوري يحق له الترشح للرئاسة بغض النظر عن مقبولية الناس له أم لا، ومن الواضح أنه رغم وجود المعارضة إلا أن للرجل شعبيته الكبيرة في سوريا. واعتبر عكر بأن الوضع اللبناني منذ عقود كبيرة وهو على صلة وثيقة بالأوضاع السورية، وبالتأكيد سيكون للانتخابات السورية تأثير على لبنان وعلى الملف الرئاسي تحديداً. وتضييع الوقت الحاصل حالياً في لبنان من قبل المسؤولين والسياسيين هو نوع من أنواع الانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا سياسياً وعسكرياً.

بينما "ياسر" رأى بأن لا علاقة للاستحقاق الرئاسي اللبناني بالاستحقاق السوري , لأنه لم يعُد لسوريا تاثيراً على لبنان كما كان, بل اللعبة الرئاسية اللبنانية بيد الإيراني والسعودي وبالتالي هي رهن المفاوضات الأميركية الإيرانية، مؤكداً بأنه لا يمكن أن يأتي رئيس جديد في لبنان غير توافقي.

و "وليد أحمد" رأى بأن الأوضاع اللبنانية تتأثر سلبياً كانت أم إيجابياً بالأوضاع السورية، لاعتبارات عدّه. متمنياً أن تكون الساحه اللبنانية بعيده عما سيحصل في سوريا نتيجة الإنتخابات، وأن تتخذ الدولة اللبنانية الإجراءات اللازمة لعدم التأثير السلبي على لبنان.

وفي المقابل رأى "جان شمالي" بأنه يجب عدم ربط الإستحقاق السوري بالإستحقاق اللبناني ، ولكن للأسف موازين القوى تُجبر اللبنانيين دائماً على أن يكون مصيرهم مربوط بمصير النظام السوري.

هذا واستنكرت "خديجة" قيام الثورة السورية "التي أودت بحياة أكثر من 250 ألف ضحية"، متسائلةً: "ما نفع كل ما قاموا به إذا كان بشار الأسد سيعود للرئاسة مجدداً"، مؤكدةً بأن ليس هناك من استحقاق رئاسي في لبنان قبل أن تتضح معالم الأوضاع السورية.

و"محمد هدلى" رأى بأنه دائما في لبنان يكون الوضع العام مرتبط بالتغيرات المحيطة و لكن بالنسبة للإنتخابات السورية وبنتائجها المعروفة سلفاً ، لن تحدث تأثيراً كبيراً على الساحة السياسية في لبنان، لأنها لن تحسم النزاع القائم في سوريا ، ولكن ربما ستعطي دفعة معنويه لأنصار النظام السوري في لبنان فقط لا غير، و تدفعهم نحو رفع سقف شروطهم للموافقة على  رئيس يتوافق مع كصالحهم في للبنان .

وأكدت "نسرين" بأن الانتخابات السورية ضحك على الشعب وبالنهاية بشار سيبقى في موقعه، وأوضحت بأن كل الذين ترشحو إلى هذه الانتخابات متفقون مسبقاً مع بشار ليكمِلوا هذه المسرحية ، بينما الوضع في لبنان باقٍ على حاله طالما الأسد باقٍ في الرئاسة وطالما حزب الله باقٍ معه.

وجزمت "مروى" بأن ما : "يسمى الانتخابات السورية مجرّد مسرحية هزلية، وكوميديا سوداء. وهناك فريق لبناني مرتهن للنظام السوري وبالتالي هناك تأثير كبير على الاستحقاق الرئاسي اللبناني لإن مقررات هذا الفريق والتعطيل اللذي يقومون به له علاقة مباشرة بارتهانه للنظام السوري."