شدّد مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريس على وجوب اعتماد مقاربة سياسية جديدة للتعاطي مع الاستحقاق الرئاسي، بحيث لا تبقى القوى الأساسية في البلد أسيرة مواقف سابقة تهدد بالدخول بالفراغ مع اقتراب انقضاء المهل الدستورية.
ودعا الريس، في حديث إلى "النشرة"، لإتمام تسوية سياسية تخرجنا من عنق الزجاجة مماثلة للتسوية التي سهلت تشكيل الحكومة وبعدها اعداد البيان الوزاري. وقال: "نعلم تمامًا طبيعة الاختلاف بين ملفي الحكومة والرئاسة، لكننا نتخوف من أن يتكرّر السيناريو نفسه فننتظر 11 شهرا ونشهد على شروط وشروط مضادة حتى التوصل بالنهاية لقناعة بوجوب خفض سقف المطالب".
ونبّه الريس الى أن الدخول بدوامة الفراغ يعرّض البلاد لانكشاف سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي، موضحا بأن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يبذلان "جهدا كبيرا للوصول لتسوية بالملف الرئاسي الا أن طبيعة التركيبة اللبنانية تفرض تفاهما يشمل أوسع مجموعة من مكونات المجتمع، وبالتالي فان كل الفرقاء يتحملون مسؤولية مشتركة في هذا المجال".

 

حلو يمثل الاعتدال والانفتاح
واعتبر الريس أنّه لو حصل توافق مسيحي – مسيحي لتسمية مرشح رئاسي لكان ذلك قد سهّل الكثير من الأمور، وأضاف: "لذلك قلنا أنّه لا بد من مرشح تسوية يمثل خط الاعتدال والحوار والانفتاح وعلى مسافة واحدة من الجميع".
ورأى الريس أن "اشتعال الوضع الاقليمي واستمرار الأزمة السورية وعمق الانقسام اللبناني، عناصر تجعل المهمة الرئيسية لأي رئيس مقبل الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتلافي انتقال النيران السورية الى لبنان، وبالتالي فإن من يتوقع أن يُنتج الرئيس الجديد حلولا سحرية لا يتعاطى بمنطق مع المرحلة".
وأشار الريس الى أن قرار كتلة "اللقاء الديمقراطي" الوسطية ترشيح النائب هنري حلو يصب في اطار مسعاها تسهيل عملية الاتفاق على خيارات جديدة طالما أنّ التفاهم على الترشيحات الحالية غير متاح. واضاف: "لذلك اخترنا حلو الذي يمثل الاعتدال والانفتاح اللذين تتطلبهما المرحلة الحالية".

 

فوّتنا فرصة غير مسبوقة
وعن حتمية الدخول في دوامة الفراغ، شدّد الريس على وجوب عدم الاستسلام والانهزام بالرغم من ضيق المهل وبقاء أيام معدودة على انقضاء المهلة الدستورية، داعيا القوى السياسية للتواصل مع بعضها البعض والسعي لايجاد تسوية سريعة. وقال: "الكثير من الحلول والتسويات خرجت في ربع الساعة الأخير الا أننا لا نقول أننا نتوقع عجائب سياسية قريبة".
وأعرب الريس عن أسفه لأن المجتمع السياسي اللبناني لم يتمكن من التقاط فرصة مهمة لتوسيع الهامش المحلي بالانتخابات الرئاسية والاثبات أننا مجتمع قادر على أن يدير شؤونه بنفسه، وقال: "كنّا أمام فرصة غير مسبوقة في هذا المجال وللأسف قد فوتناها".
وردا على سؤال عن امكانية اللجوء لخيار التمديد بانتظار جلاء الصورة الاقليمية بعد تعثر التوافق، اعتبر الريس أنّه من غير المفيد ربط الاستحقاق الرئاسي بجلاء الصورة الاقليمية في هذا البلد أو ذاك، وقال:"الرئيس سليمان كرر أكثر من مرة بأنّه لا يرغب بتمديد ولايته، كما أننا لا نعتقد أن هناك مناخا مؤاتيًا لذلك".