بعد أن أكد لنا المحامي "أنطوان نعمة" على عدم وجود أي ثغرة قانونية تجرّم زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للأراضي المقدّسة، تابعنا كيف ينظر الدين إلى هذه الزيارة من وجهة نظر إسلامية - مسيحية على ضوء الصراع العربي الاسرائيلي.

أوضح "السيّد ياسر ابراهيم" نائب رئيس اللقاء العلمائي اللبناني وجهة نظر الدين الإسلامي من هذه الزيارة، على أنه:" لا يوجد حُرم ديني على زيارة البطرك الراعي إلى القدس الشريف. إنّما المشكلة تكمن الآن في أنها تتعارض مع طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي، فقد ينظر البعض إلى زيارته على أنها اعتراف ضمني بالاحتلال الاسرائيلي للقدس الشريف، وخاصةً أنه سيدخل بإذن اسرائيلي. وهذا هو الإشكال الوحيد حول زيارته إلى الأراضي المقدّسة، أما الدين الإسلامي فلا يمنع ولا يحرّم هذه الزيارة. ولكننا لا ننصح البطرك الراعي بالإقدام على هذه الزيارة، دعماً للقضية الفلسطينية ومنعاً لأن تكون تلك الزيارة مقدّمة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي."

في حين أن "الأب إيلي صادر" أكد بدوره على أن: "أيّ زيارة للأرض المقدّسة تعتبر زيارة مقدّسة ويجب تشجيعها، لأن هذه الأرض هي مهد السيد المسيح فهناك ولد وتألّم وهناك مات، وتعرّض لشتى أنواع التعذيب والظلم من الشعب اليهودي لأنه جاء بمواقف مغايرة لمواقفهم. وأنا أشكر شخصياً سيادة البطرك على هذه اللفتة للشعب المسيحي وللشعب العربي من مسلم ومسيحي، وأدعو كل شخص مظلوم في هذا العالم إلى الذهاب والسير بمسيرة السيّد المسيح وأن يقدّم للشعب العربي في فلسطين الدعم اللازم ليبقى في أرضه ويتمسّك بجذوره. فالحضور الروحاني إلى جانبهم مهم جداً في ظل هذه الظروف العسكرية والسياسية التي تحاول اقتلاعهم من أرضهم."

ودعا الأب صادر "كافة ممثلي الأديان على الأرض التي مرّ بها جميع الأنياء وأعطوها طابعاً خاصاً مقدّساً، وهي ليست حكراً على المسيحيين، أن يتضامنوا مع أهالي الأرض المقدسة ويحاولوا إيصال الروح العميقة إليهم والتي تقطع بدورها طريق الإحباط إلى قلوبهم" متمنياً أن "تتحرر فلسطين لنتمكن جميعاً من زيارتها ونتبارك من روحها المقدّسة."

لافتاً إلى إمكانية حدوث ردّة فعل من الشعب الاسرائيلي تجاه هذه الزيارة، ولكن هذا لا يعني أن نستسلم ونترك أرضنا."