لفت الوزير السابق يوسف سعادة إلى أنّ عدم مشاركة تيار "المردة" في الجلسة الأخيرة من الحوار تأتي انسجامًا مع موقفه المعلن لجهة "عدم ثقتنا برئيس الجمهورية ميشال سليمان والذي تحول طرفًا غير قادر على إدارة أي حوار بين الأقطاب".
وفي حديث لـ"النشرة"، تساءل سعادة: "ما جدوى طاولة الحوار قبل 20 يوما من انتهاء ولاية سليمان علمًا أن محصلة عهده لا تأتي بانجازات تذكر، وهو من قضى اول 3 سنوات منه محاولا ارضاء فريق 8 آذار و السنوات الـ3 الأخيرة ساعيا لرضا 14 آذار؟"
وشدّد على وجوب أن يحظى أي رئيس مقبل بتمثيل وحضور وحيثية في الشارع المسيحي مماثلة لحيثية رئيسي الحكومة ومجلس النواب لدى طائفتيهما. وقال: "ما نسعى إليه هو تحقيق التوازن الحقيقي مع باقي الطوائف والتأسيس لشراكة وطنية فعلية".
ولفت الى أن الاتيان برئيس جديد يشبه الرئيس سليمان سيكرر تجربته لجهة سعيه لمنافسة الزعماء الموارنة بدل التعاون معهم.

 

لن نقبل بأيّ رئيس لتجنّب الفراغ
وفي موضوع مقاطعة تيار "المردة" للجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، شدّد سعادة على أن المقاطعة حق سياسي للنواب "وهو ما عبّرنا عنه في اجتماعات بكركي وتم تدوينه في المحضر بعد الموافقة عليه". وقال: "نحن قاطعنا الجلسة لعلمنا بأن مشاركتنا لن تكون فاعلة ولن تنتهي الى انتخاب رئيس باعتبار ان لا فريق يحظى بالأكثرية المطلقة التي تتيح له انتخاب رئيس كما أن الكتلة الوسطية لها موقف واضح لا يعطي الأرجحية لأي من فريقي الصراع".
وتوقع سعادة أن يكون هناك مخرج لأزمة انتخاب الرئيس ولكن قد يأخذ ذلك وقتا، وقال: "هدفنا انتخاب رئيس قوي ونحن نتمنى لو يحصل ذلك ضمن المهلة الدستورية، لكن ذلك لا يعني أن نقبل بأي رئيس لتجنب الفراغ، فهو ليس فزاعة بالنسبة لنا وكما يحاول تصويره البعض لتمرير رئيس من دون طعم ولون".
واشار الى أن هناك هامشًا لبنانيًا كبيرًا في استحقاق رئاسة الجمهورية هذه المرة لم نكن نشهده من قبل، "الا أن ذلك لا يعني أيضا أننا بتنا بجزيرة معزولة لا نتأثر بما هو محيط بنا". وقال: "ونحن بانتظار التسوية، علينا كمسيحيين أن نشكل ممرا اجباريا لأي اتفاق يُطبخ باعتبار أن هذا الموقع هو الموقع المسيحي الابرز في لبنان والمنطقة".

 

طرح عون نفسه كمرشح توافقي مؤشر إيجابي
وردا على سؤال حول عدم تبني قوى "8 آذار" أيّ مرشح للرئاسة حتى الساعة وبالتالي تحملها مسؤولية وقوع البلاد في الفراغ، اعتبر سعادة أن طرح العماد ميشال عون نفسه حاليا كمرشح توافقي أمر يستحق التوقف عنده واعطاءه الوقت اللازم لينضج، "باعتباره أنّه واذا تم، يعطي مؤشرًا ايجابيًا لبناء دولة فعلية".
وأردف قائلا: "إلا أنّ الأجواء وتصريحات نواب المستقبل تؤشر الى اتجاه لعدم تبني رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ترشيح عون، علما انّه هو من يدير المفاوضات ويطلع على نتائجها مباشرة".