نهايةٌ كانت متوقّعة ألف بالمئة لجلسة الدورة الثانية من انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في مجلس النواب اليوم، فاعتاد الشعب اللبناني على أن أفرقاء الوطن لم يتفقوا يوماً إلّا على "ألّا يتفقوا"، أفرقاء الوطن الذين عجزوا عن انتصاب المواقف مراراً وتكراراً.

فالكل كان يعلم بأن الإجراءات الأمنية والبروتوكولية في ساحة النجمة لن تتعدى الشكليات التي ستتكرر على مدى الأسابيع المقبلة وربّما الأشهر المقبلة.فأرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى يوم الأربعاء في السابع من أيار المقبل لعدم اكتمال النصاب.

حيث دخل إلى قاعة مجلس النواب 76 نائباً بعدما قرع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الجرس عند الساعة الثانية عشرة والثلث من بعد الظهر، إيذاناً ببدء الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية وتم منع الصحافيين من الدخول إليها، وبعد قليل خرجت النائبة بهية الحريري فأصبح العدد 75 نائباً يمثلون نواب 14 آذار وكتلة التنمية والتحرير وكتلة المستقلين.

وكان بري قد مدد موعد بدء جلسة انتخاب الرئيس إلى الثانية عشرة والنصف إفساحاُ في المجال لتأمين النصاب، إلا أن ذلك لن ينفع.

هذا ورأى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع أن ما يحصل هو ابتزاز كبير لضرب الديمقراطية والدستور، وفي مؤتمر صحفي له بعد انتهاء جلسة انتخاب الرئيس، أشار إلى أنه "منذ الاستقلال حتى العام 1975 ولا مرة من المرات حصل تعطيل للانتخابات الرئاسية"، مشدداً على أن "ما يحصل اليوم غير دستوري وليس حقاً ديمقراطياً، وبالتالي استعمال التعطيل جلسة وراء أخرى يضرب الديمقراطية، وأشار جعجع إلى أننا نحن أمام خطة واضحة اكتملت معالمها اليوم تقتضي بإما القبول بالمرشح الذي يريده الفريق الآخر أو الذهاب نحو الفراغ.

مشدداً على أن فريق 14آذار لن يستسلم تجاه الخطة التي وضعها الفريق الآخر، وسيواجه هذا التعطيل للحياة الدستورية والديمقراطية بالاستمرار بالإصرار على العودة للحياة الديمقراطية الحقة من خلال دعوة الفريق الآخر أكثر وأكثر لأن يعلن مرشحه مع برنامج عمل له.

فهل سينتخب مجلس النواب رئيساً في السابع من أيار، هذا التاريخ المؤلم في ذاكرة اللبنانيين، هل يتحوّل إلى يوم مسؤولية ديمقراطية تمحو قليلاً من مآسيه، أم أن الفراغ سيكون رئيساً قسرياً للبلاد، في حال استمرار مسرحيّة "الأنا أو لا أحد العونية" المستمر عرضها على مدرجات مجلس النواب حتى إشعارٍ آخر.