لا زالت الطبخات الرئاسية في لبنان تُعَد على نارٍ هادئة على أمل أن تخرج بطبخةٍ لا تسمّم ما قامت به الحكومة السلامية من إنجازات حتى الآن، بينما تتجه الأنظار إلى العاصمة الفرنسية في انتظار اللقاء الذي سيجمع الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين "سفير النوايا العونية"جبران باسيل.

حيث لا زالت المفاوضات بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون والحريري تسير على قدمٍ وساق، وانتقلت من الخفاء إلى العلن، ويشير بعض المطلعين على كواليس الحوار القائم بين عون والحريري سواء مباشرة أو عبر وسطاء إلى أن فرص التفاهم ليست معدومة، على الرغم من أن الرئيس سعد الحريري أبلغ المعنيين بضرورة وضع عون في صورة أنه لن يسير به رئيسا للجمهورية، حسب ما تقوله أوساط الحريري في لبنان.

 هذا وأشار مطلعون الى أن اللقاء الشهير بين عون والحريري الذي شغل الأوساط اللبنانية في الفترة السابقة انطوى على مصارحة متبادلة، أسست لاستمرار النقاش بمعزل عن النتائج .

فأشارت مصادر صحفية بناءً على ما قاله المطّلعون أن عون دعا الحريري إلى التفاهم مع الأمين العام لحزب الله  السيد حسن نصرالله، وقال له: "هذا التفاهم يكتسب أهمية حيوية وضرورة قصوى، وهو سيساهم، إذا حصل، في إنقاذ لبنان، وسيحررك من أعباء البعض، وأنا مستعد للمساهمة في التقريب بينكما وتأدية دور إيجابي على هذا الصعيد، والبداية بجلوسكما معاً في الحكومة".

حيث تمنى عون على الحريري تعديل لهجته والتخفيف من حدة الخطاب الذي يستخدمه ضد حزب الله، "لأن من شأن ذلك تأمين بيئة ملائمة لمواصلة النقاش وتحقيق خرق".

وأضافت المصادر أنه "عندما فتح سعد الحريري ملف اغتيال والده، قال له عون: دولة الرئيس.. حزب الله لم يقتل والدك.. لقد سبق لك أن اتهمت الرئيس بشار الأسد باغتياله، ثم برأته المحكمة الدولية التي عادت ووجهت الاتهام إلى الحزب، وهو أيضا بريء..".

كما شدد عون على ضرورة أن يعود الحريري إلى بيروت، وقال له "يجب أن ترجع، حتى تكون شريكا في الحل والحكم"، فرد عليه الحريري: "أريد ضمانات للعودة".

وتابع عون: "أنا أستطيع ان أساهم في إنضاج هذه الضمانات، لكن لا بد قبل ذلك من خطوات تمهيدية، ومن بينها تغيير لهجة التخاطب بينك وبين حزب الله".

وبحسب المصادر فإن عون أشار عند بلوغ النقاش مسألة سلاح المقاومة، إلى أن "المقاومة حققت انتصارات تاريخية، ولا يمكن لها ان تتخلى عن سلاحها حالياً مع استمرار التهديدات الاسرائيلية، لاسيما ان الجيش اللبناني ليس قادراً بعد على مواجهة اسرائيل والتصدي لاعتداءاتها، في ظل إمكانياته العسكرية المعروفة، ولذلك يجب دعمه وتقويته أولا ومن ثم إيجاد معالجة لملف السلاح، استنادا إلى استراتيجية دفاعية متوافق عليها".

وضعٌ لا يُحسد عليه الجنرال عون، فهو واقعٌ بين نارين، نار الرئاسة التي تدغدغ أحلامه ونار تحالفه مع حزب الله الذي يهدد حلمه الرئاسي ويحوّله إلى كابوس، بغض النظر عن ذلك ما علينا إلا أن ننتظر اللقاء المرتقب بين باسيل والحريري لنرى إن كانت العروض الجديدة التي يحملها باسيل في جعبته ستنال إعجاب الحريري أم لا...!!!

نهلا ناصر الدين