في أولى العروض الرئاسية كانت "فخامة الورقة البيضاء" هي المرشّح الأقوى في مواجهة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومرشح "جبهة النضال الوطني" النائب هنري الحلو، وشبح الحرب الأهلية.

فلم يغب شبح الحرب الأهلية عن الدورة الأولى من جلسات الاستحقاق الرئاسي، رشيد كرامي داني شمعون وجيهان طوني فرنجية، أسماء ضحايا استُشهدوا في الحرب الأهلية، انتُشلوا من قبورهم ليُستعملوا كأوراق "مواقف" تعبّر عن أحقادٍ لم تمت بعد، وهي جرائم اتهم بارتكابها الدكتور جعجع.

وفي التفاصيل، افتتحت الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية عند الساعة الثانية عشر وعشر دقائق، بحضور 124 نائباً في الجلسة، حيث غاب النواب سعد الحريري وعقاب صقر وإيلي عون وخالد الضاهر. والترشيحات كانت "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والسيدة تريسي شمعون، والنائب هنري حلو، و السيدة نادين موسى."
ومن ثم بدأت عملية الاقتراع،ولوحظ أنه مع بدء عملية فرز الأصوات، غادر عدد من النواب قاعة المجلس، وتسارع أعضاء "تكتل التغيير والإصلاح " إلى الخروج من المجلس.
وفي النتائج، نال المرشح سمير جعجع 48 صوتا، والمرشح هنري الحلو 16 صوتاً ، والرئيس امين الجميّل صوت واحد.فيما بلغ عدد الاوراق البيضاء 52.
وألغيت 7 مغلفات اقتراع، أحدها فارغ، والأخرى تضمنت أسماء رشيد كرامي وطارق داني شمعون والياس الزايك وداني شمعون وجيهان طوني فرنجية. وبعد التبين من فرط النصاب، أعلن بري انتهاء دورة الاقتراع الأولى وحدد الأربعاء المقبل موعداً للجلسة القادمة. 

بينما أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال مؤتمر صحفي في معراب عقب تصويت النواب في المجلس النيابي، أنه "مستمر بالترشح ونحن بحاجة الى منافس آخر لنتواجه معه ولن نذهب الى تسوية"، لافتاً إلى أن "الفريق الآخر يريد تعطيل هذا الاستحقاق، ورغم ذلك نحن مستمرون بهذه العملية الانتخابية وصولاً لرئيس منتخب في لبنان"، وشدد على أن "ما فعلته 14 آذار أنها اعادت هيبة الدستور والديمقراطية بينما البعض تصرف بشكل غير مسؤول وما قمنا به خطوة كبيرة إلى الأمام، واليوم كان هناك فريق يحمل مشروع لبنان والدولة فيه وذاهب إلى الآخر في هذا المشروع رغم إحتمال الخسارة."

ولعلّ النتيجة رفعت احتمال الفراغ، وأراحت 8 آذار وأقلقت 14، ففي حال لم ينجح مرشح 8 المجهول حتى الآن، فالتسوية قادمة لا محالة، وإلا الفراغ سيكون فخامة الرئيس المستقبلي للبنان، بعد أن أحرق جعجع أوراق فريقه بترشيحه، وأحرق جنبلاط "جعجع" بترشيح هنري الحلو. فلا شك بأنه لو كان للرابع عشر من آذار مرشحاً آخر لحصد مزيداً من التأييد ولما أثار ترشحه أحقاد الماضي التي نريد طيّها في لحظةٍ مفصلية في تاريخ لبنان وهي انتخاب رئيس لبناني وسط أجواء لبنانية لأول مرّة.

نهلا ناصر الدين