بينما يلفّ الغموض مستقبل لبنان الرئاسي تلف الكتل النيابية حلفاءها وترسم بحبكاتٍ سياسية مدروسة السيناريو الرئاسي الخاص بها وتنصّب له بطلاً. وتتسابق غداً وفي الجلسات الآتية لتقديم عروضها على خشبة مجلس النواب، تحمل على أكفّها بطلها المخضرم وفي جيبها ورقة ضغط كُتب عليها الفراغ.

حيث شهدت الساعات الأخيرة تطورات أساسية تمثلت بنجاح قوى الرابع عشر من آذار في تجاوز مشكلة تعددية المرشحين مسقطةً بذلك رهانات خصومها مؤكدةً على وحدة التحالف السياسي ووحدة خياره، وإن ظاهرياً. بينما لم تكشف قوى الثامن من آذار الستار عن مرشحها بشكل رسمي بعد، وتكمل تشاوراتها بشكلٍ سرّيٍ مقصود.

هذا وتتوافد الكتل النيابية بشكلٍ مكّوكي إلى "كليمنصو" حيث تشكّل الكتلة الجنبلاطية واقعياً بيضة القبان المرجّحة لفوز أي مرشح في الدورة الثانية بأكثرية "النصف زائد واحد" .

بينما تتجه الأنظار إلى اجتماع تكتل التغيير والإصلاح برئاسة العماد ميشال عون في انتظار إعلان موقفه الحاسم من ترشح عون أو الاستمرار في موقف الممتنع عن الترشح في جلسة الغد. وإلى اجتماع جبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط لتقرير وجهة التصويت التي ستتبعها الجبهة.

حيث أفادت مصادر صحفية أن مصادر "القوات اللبنانية" أوضحت أن النائب وليد جنبلاط أبلغ جعجع أنه قرأ جزءاً من برنامج ترشيح زوجها، معتبراً أنه وجد فيه موقفاً مسؤولاً، على أن يقرأ الجزء الثاني ليدلي برأي متكامل.كما أبلغ جنبلاط الوفد القواتي أنه سيعلن اليوم ترشيح النائب هنري حلو من كتلته.هذا وأوضح هنري الحلو للنهار أن موضوع ترشحه أوعدمه "يخضع للزملاء في الكتلة وسيشارك في الاجتماع اليوم نواب اللقاء الديموقراطي أيضاً ، ولا جواب عندي حتى هذه اللحظة ، لأن هذا الأمر سيبحث ويقرر بعد ظهر اليوم".وفي سؤالٍ عن تأثير ما ستقوم به الجبهة على ترشح جعجع وخسارته بعض الاصوات، أجاب الحلو: " لا أريد الاجابة على هذا السؤال ،وهذا الأمر متروك للزملاء ووليد بك".

فهل ستصب أصوات المختارة في معراب أم في الرابية..؟؟ وما القصد من وراء اتخاذ مرشحاً خاصاً لجبهة النضال الوطني..؟؟ فهل يريد جنبلاط من ذلك اللعب في ميزان القوى دون التدخل المباشر، أم أنه يريد التهرّب من التصويت والابتعاد عن الاصطفاف مع أيّ من 8 أو 14 على سبيل "لي مرشّحي وفخّار يطبّش بعضو"...؟؟!!!

وحدها الأيام القادمة والجلسات الآتية كفيلة بتسليط الضوء على كل ما يدور خلف عُتمة كواليس العرض الرئاسي، وما علينا إلا الانتظار.

نهلا ناصر الدين