لا شكّ بأن مشاهد الجرّافات وهي تجرف عشرات المقاتلين الذين سقطوا في الكمين المحكّم في ريف دمشق، والتي غزت مواقع التواصل الاجتماعي قد استفزت كتائب المعارضة المسلّحة، من قاعدة وغيرها، ولا شكّ بأن الردّ سيكون على قدر الاستفزاز.

وبات السؤال الكابوس: "كيف سيردّ الجهاديون..متى..وأين..؟؟" أما الإجابة الأكثر شؤماً من السؤال هي: "سيردّ الجهاديون عبر تصعيد عمليات إطلاق الصواريخ وإرسال السيارات المفخخة والإنتحاريين..في لبنان" فوحده لبنان كان وما زال يدفع أمنه وأمانه ثمناً باهظاً في حسابات تصريف صراعات الآخرين.

فلبنان أصبح في مركز دائرة الخطر وليس فقط على أطرافها، خاصةً بعد أن أكدت المعارضة السورية بأن القوات النظامية قد نفّذت العملية بدعم من حزب الله اللبناني، هذا وقد سارع مناصروا الحزب على تبنّي العملية على صفحاتهم، وقام الحزب بتكثيف الإضاءة الإعلامية عليها كإنجاز عسكري.

وقد أتى هذا التطوّر الخطير في أحداث الحرب السورية في ظرفٍ  لبناني حسّاس جداً، بينما ينفِّذ المسؤولون العسكريون والأمنيون تدابير أمنية طارئة، على أمل تجَنُّب المزيد من العمليات الإنتحارية التي أودت  بحياة الكثير من أبرياء الشعب اللبناني.
 فعلى ما يبدو أن الآتي إلى لبنان كابوس إنتحاري بفصول دموية جديدة، بدأت ملامحه ترتسم من اليوم فقد بدأت المعارضة المسلحة تأخذ بثأرها من شعب لا ناقة له ولا جمل إلا أنه محسوب على فريق سياسي أقحم نفسه في النيران السورية، فتعرضت بلدة بريتال لقصف صاروخي مصدره الجانب السوري قبل ظهر اليوم اذ سقطت صواريخ سورية على أعالي البلدة، ما تسبب بحريق واضرار مادية في بعض المباني.

وأفادت معلومات عن سقوط جريحين إصابتهما طفيفة جراء استهداف البلدة بالصواريخ.

هذا وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، بياناً جاء فيه انه "قرابة الساعة 11:00 قبل ظهر اليوم  تعرّضت بلدة بريتال ومحيطها لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري"، موضحة أن أحد الصواريخ سقط في منزل أحد العسكريين ما أدى إلى حصول أضرار بالممتلكات.

وعلى أثره حضرت قوة من الجيش إلى المكان واتخذت التدابير الميدانية المناسبة، كما باشر الخبير العسكري الكشف على أمكنة انفجار الصواريخ.