في الوقت التي تجري فيه التحضيرات لعقد مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس الذي سيخصص للدفع نحو تقديم المساعدات له في ازمة النازحين واللاجئين السوريين ومن ثم لعقد مؤتمر اخر في ايطاليا سيخصص لدعم الجيش اللبناني وكلاهما في شهر آذار المقبل يشكل المؤتمران عنوانا لاندفاعة دولية متجددة تعكس في رأي اوساط معنية مجموعة معطيات من ابرزها الاتي:

- تصاعدت المخاوف الدولية الى اقصى الحدود من الاثقال والانعكاسات الهائلة التي يرزح تحتها لبنان جراء تجاوز اعداد اللاجئين السوريين على ارضه كل حدود قدراته وقدرات اي دولة اخرى على الاحتمال والاستيعاب والاحتواء بحيث تتصاعد نسبة اللاجئين السوريين بالاضافة الى الفلسطينيين المقيمين في لبنان والوافدين من سوريا مهددة الواقع الديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي والامني بانفجار كارثي. وهو خطر لا يمكن المجموعة الدولية ادارة الظهر اليه خصوصا اذا نجم عنه فتح بؤرة متفجرة جديدة في الشرق الاوسط لان النسيج اللبناني الهش لن يتحمل طويلا هذا العبء الكارثي.
- في وقت يبدو واضحا معه ان لا افق قريبا لاي حل ممكن للحرب السورية مع جولات مؤتمرات جنيف العقيمة يخشى ان تتضاعف الانعكاسات الامنية لهذه الحرب على لبنان من خلال تصعيد وتيرة التفجيرات الارهابية وما يمكن ان تؤدي اليه من زعزعة منهجية للاستقرار اللبناني داخليا وعلى الحدود سواء مع سوريا او مع اسرائيل . وجاءت الغارات الاسرائيلية الاخيرة على الحدود الشرقية للبقاع مع سوريا مصداقا لهذه المخاوف من تطورات اقليمية قد تتصاعد تباعا وتضع لبنان والمنطقة عبره على برميل بارود جاهز للانفجار في كل لحظة.
- ثمة خشية حقيقية قد تكون اقرب الى المعطيات والتقديرات الديبلوماسية لدى دول اوروبية مؤثرة من تداخل الاستحقاق الرئاسي اللبناني ببت ولاية الرئيس السوري بشار الاسد بما يربط الاستحقاقين ويشكل الخطر الاول على الاستحقاق اللبناني واحتمال تأجيله الى ما بعد جلاء الغموض والصراع الدولي على مصير الاسد . في هذا المجال لم يعد خافيا ما يتردد من ان فترة فراغ محتملة في السدة الرئاسية اللبنانية لم تسقط من حسابات اللاعبين الدوليين والاقليميين قد تمتد لاشهر حتى منتصف الصيف المقبل مما يقتضي معه تحصين الوضع اللبناني بالحد الادنى الممكن لئلا ينهار الاستقرار الداخلي . ولذا كان الدفع الدولي نحو تشكيل حكومة سياسية يتمثل فيها الاطراف بقوة لكي تحظى بقوة شرعية وتمثيلية تتيح لها تولي صلاحيات الرئاسة في حال حصول الفراغ .
- ان الدفع نحو تحصين القدرة اللبنانية بدعم دولي متعدد الجوانب من خلال هذه المؤتمرات سيترافق مع محاولات دولية لانجاز الاستحقاق الرئاسي ولكن يبدو واضحا ان الانقسامات والصراعات الدولية والاقليمية على مجمل ملفات المنطقة ولا سيما منها الملف السوري تستبعد بنسبة عالية امكان حصول تفاهمات ذات طابع دولي - اقليمي على الرئيس العتيد في لبنان ولذا يظل الاستحقاق اللبناني عرضة للشكوك المفتوحة .