ما يجري في أوكرانيا هو نفسه ما جرى في البدايات في سوريا على الرغم من إختلاف الظروف. إنها ثورة. وكلا الثورتين إشتعلتا بعد إجراءات إتخذتها سلطات في كلا البلدين.

الثورة في سوريا بدأت من درعا بعدما أقدم عدد من الأطفال السوريين على كتابة شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري، وذلك تيمنا بما جرى في العديد من الدول العربية ضد الحكام تحت ما سمي بالربيع العربي. وقتها تعاملت قواتالأمن السورية بشكل إجرامي مع الأطفال، فإشتعلت تحركات سرعان ما شملت أغلب المدن السورية.

أما الثورة في أوكرانيا، فبدأت مع رفض الرئيسالاوكراني توقيع اتفاقية تجارية مع الاتحاد الاوروبي إثر إغراءات واضحة قدمها له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعدم القيام بذلك.عندها إتنفض الشعب الأوكراني وأشعل ما سمي بالثورة البرتقالية. فنزلت الجماهير إلى ميدان الاستقلال في كييف للتعبير عن رفضها لأفعال رئيس البلاد، وللمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، ونظام حكم فيدرالي.

وما يزيد التشابه بين الأزمتين هو تدخل نفس الطرفين الخارجيين في ما يجري في هاتين الدولتين. والطرفان هماروسيا والولايات المتحدة ومعهما الاتحاد الاوروبي.

ومع تقدم الثورة في اوكرانيا برز دليل-إعتبره البعض غير مهم لكنه في الحقيقة مهم جدا- يدل على أن ما يجري في أوكرانيا مرتبط إرتباطا وثيقا بما يجري في سوريا. الدليل هو رفع علم أوكرانيا إلى جانب ما عرف بعلم الثورة السورية في رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفجرون الازمة في اوكرانيا للرد على ما تفعله روسيا في سوريا عبر دعمها للنظام السوري ووضعها العراقيل أمام طريق حل الأزمة في سرويا، خاصة وان أوكرانيا هي الخاصرة الرخوة لروسيا. ولعل الدليل الأكبر على ذلك، هي التهديدات التي وجهتها روسيا أكثر من مرة خلال أحداث الثورة الأوكرانية والتي كان مفادها أن الدب الروسي يرفض أي تدخل خارجي في الشأن الأوكراني، لا بل أن روسيا مستعدة للتدخل العسكري في أوكرانيا في حال تطلب الأمر ذلك، في إشارة واضحة للولايات المتحدة والغرب.وهذا ما فعله الرئيس بوتين في وقت سابق عندما ارسل قواته لاحتلال جورجيا عندما تمردت على بلاده وحاولت ان تكون ورقة ضغط بيد أمريكا والغرب في الجوار الروسي. الاعصار السياسي الدولي الحاصل اليوم في سوريا وصل إلى أوكرانيا. ومن يقول أم ما يحصل في أوكرانيا -التي أصبحت ورقة مهمة في يد واشنطن والغرب في مواجهة سياسة روسيا الطامحة لتضخيم نفوذها في العالم الجديد- غير مرتبط بما يجري في سوريا، فهو إما لا يرى بشكل جيد او انه لا يريد أن يرى بشكل جيد. بلال نور الدين.