الرئيس تمام صائب سلام في أول مقابلةٍ تلفزيونية له بعد أن تحوّل من الرئيس المكلَف إلى الرئيس المؤلف، مؤلّف الحكومة الأقصر عمراً والأطول مخاضاً، حكومةً أسماها البعض حكومة العجائب بعد أن استعادت قوى الرابع عشر من آذار سيطرتها على الحكم عبر سيطرةٍ شبه كاملة على الحقائب الأمنية السيادية.

فلماذا قبل حزب الله بكلّ هذه التنازلات، وهل سيشمل تدوير الزوايا ما يخص إشكالية الشعب والجيش والمقاومة أم أن هذه الثلاثية ستكون الحقيبة الأمنية الأكثر سيادية مقابل التنازلات التي قدمها حزب الله..؟؟!!

رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، تعليقاً على تفجيري بئر حسن، أنهما إستهدفاً لأبرياء آمنين وهو عمل يجعلنا نتساءل عن أي قضية ينقلها حاملوه، معتبراً أن الكل ملزم بمواجهة الواقع الحالي وهو ينعكس على الأوضاع الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية في لبنان، مشددا على الاتكال على مؤسساتنا الأمنية .

وأكّد سلام لبرنامج "إنترفيوز" على شاشة "المستقبل" بأننا سائرون باتجاه مواجهة من يريد الإساءة للبنان ولا خطة واضحة بعد لمتابعة الأمور المستجدة، مذكرا بأن كل القوى السياسية قبلت تشكيل الحكومة بعدما وجدت بأن عليها التنازل قليلاً، منوّهاً بجهود الرئيس سعد الحريري عبر موقفه الكبير في سبيل تذليل العقبات لتشكيل الحكومة، معتبراً "أن ما أنجزناه هو صناعة لبنانية خال من أي مبعوثين أو سفراء يتدخلون من هنا وهناك لكننا غرقنا في موضوع التنافس بين السياسيين"، لافتاً الى "معطيات خارجية إقليمية كانت مؤاتية على إثر الإتفاقيات الدولية وهي ساهمت بتهيئة الفرصة لتشكيل الحكومة ونحن إستفدنا منها، مع إدراكي أن هناك قوى سياسية لن أستطيع أن أجبرها على المشاركة في الحكومة إن لم تقتنع وتتقارب في ما بينها"، مؤكداً أن وزراء الحكومة الأربعة والعشرين باتوا جسماً واحداً متمنياً أن يعمل كل واحد منهم لأجل البلد وليس لأجل تياره السياسي.
وفي ما يخص البيان الوزاري أشار سلام إلى أن "لا ورقة متفق عليها بالنسبة للبيان الوزاري والجو كان جيداً، فلنعط اللجنة فرصة لتحضير البيان الوزاري وأنا لا أجترح المعجزات، المفروض أن تنال الحكومة الثقة طالما كل القوى السياسية ممثلة فيها، وفي هذا الاطار أعد بالكثير إنما هناك تحديات أمنية وإقتصادية وفي موضوع النازحين وغيرها وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية".

وعرّف الرئيس سلام الحكومة بأنها "حكومة الثلاثة أشهر" وقال "نحن نسعى وكأن الإنتخابات الرئاسية حاصلة، وعلينا في هذه الفترة المتبقية أن نريح الناس وأنا لست باقيا إلى ما شاء الله، وان الخروج من الشلل ومن مناخ التصادم والعجز هو بذاته دافع جديد للعمل"، واعداً بزيارة أولى إلى المملكة العربية السعودية "الداعمة لقضايانا اللبنانية وخاصة عطاءها غير المسبوق للجيش اللبناني"، مشيراً إلى أن "الرئيس سعد الحريري أقوى وأبرز مرشح لرئاسة الحكومة" متمنياً عودته وأن يكون في موقع المسؤولية "ولا حرج لدي أبداً بالتنحي إن هو أراد ترؤس الحكومة لاحقاً"، داعياً القوى السياسية إلى التواضع واراحة البلد.