لم يكن صدى إنفجار الضاحية الصباحي اعتيادياً على أسماع اللبنانيين، فوصل صداه إلى أسماع أهالي كسروان، وكان انفجاراً ضخماً على قدر صداه، وعلى قدر التوافق الكبير الذي شهدته الحكومة الجديدة.

فهزّ إنفجاران انتحاريان صبيحة اليوم الأربعاء قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في بئر حسن بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، وأكد الجيش اللبناني، في بيان له، أن تفجيرين انتحاريين متزامنين وقعا في منطقة بئر حسن، الأول نفذته سيارة "بي إم" والثاني سيارة "مرسيدس". وأفاد الصليب الأحمر أن حصيلة التفجير ارتفعت إلى 4 شهداء و128 جريحاً على الأقل بعضهم بحالة حرجة أغلبهم من الأطفال وذلك لقرب الإنفجار من دار الأيتام الإسلامي.

وأضاف البيان: "نحو التاسعة والنصف وخمس دقائق من صباح اليوم، حصل انفجاران انتحاريان متزامنان تقريباً في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع ب.م بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع مرسيدس بالقرب من المعرض الأوروبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات".

هذا وفرض الجيش طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقعي الانفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعتيهما وظروف حصولهما، كما تفقد القاضي صقر صقر المكان، معلناً أن المعطيات تشير الى سيارتين في داخلهما انتحاريان، الاولى نوع مرسيدس وفي داخلها 70 كلغ، والثانية نوع ب.ام.اكس.5 وفي داخلها 90 كلغ من المواد المتفجرة.

وتبنّت كتائب "عبد الله عزام"عبر حسابها على "تويتر" التفجيرين، عبر هذا البيان: "يتبنى إخوانكم في كتائب عبدالله عزام سرايا الحسين بن علي رضي الله عنهما غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت وهي عملية استشهادية مزدوجة، والغزوة رد على قتال حزب إيران إلى جانب النظام المجرم في سورية، واستمرار اعتقال الشباب المسلم في سجون لبنان. وإننا مستمرون - بحول الله وقوته - باستهداف إيران وحزبها في لبنان، بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية ليتحقق مطلبان عادلان:
الأول: خروج عساكر حزب إيران من سورية. والثاني: إطلاق سراح أسرانا من السجون اللبنانية الظالمة."

فكم حلقة دموية لا زالت تنتظر اللبنانيين في مسلسل الإرهاب الذي طال عرض أشلاء ضحاياه على مسرح الوطن..؟؟!! وهل سيحدّ التوافق الحكومي من آثاره  أم أن من أضاع خارطة فلسطين لن تستطِع دماء الضحايا أن تدلّه من جديد على طريقها..؟؟!!