وُلِد الرئيس الحريري في مدينة صيدا اللبنانية، في 1-11- 1944، لوالدَين كرَّسا حياتهما لأبنائهما الثلاثة: رفيق وشفيق وبهية. وحصَّل الرئيس الحريري دراسته الابتدائية والتكميلية والثانوية في مدارس صيدا، ثم تابع دراسته الأكاديمية في جامعة بيروت العربية، حيث درس المحاسبة. خلال تلك الفترة.كان عضواً في حركة القوميين العرب التي كانت في صدارتها آنذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

في عام 1965 هاجر الحريري إلى السعودية حيث عمل كمدرس للرياضيات في جدة ، ثم كمحاسب في شركة هندسية ، ثم انشأ شركته الخاصة للمقاولات عام 1969.وقد حظي باحترام وثقة الأسرة الحاكمة السعودية. ومنح الجنسية السعودية عام 1978.وهناك، تزوَّج السيدة نازك عوده. 
وفي عام 1979 أسس المعهد الإسلامي للدراسات العليا في مسقط رأسه في مدينة صيدا، وفي نفس العام أسس مؤسسة الحريري للثقافة والتعليم العالي، علماً أن هذه المؤسسة التي لا تتوخى الربح أُنشئت في سنة 1979، لمساعدة أكثر من 33 ألف شاب لبناني على التعلُّم في أفضل جامعات لبنان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا.وتُقدِّم مؤسسة الحريري أيضاً خدمات صحية واجتماعية وثقافية للبنانيين المحتاجين، ناهيك عن تشجيع الأنشطة الثقافية والأعمال الخيرية للأطفال. وهي تملك مكاتب في لبنان وفي باريس وفي واشنطنوفي عام 1983 قام ببناء مستشفى ومدرسة ثانوية وجامعة ومركز رياضي كبير في كفر فالوس في جنوب لبنان. 

عاد الرئيس الحريري إلى لبنان في سنة 1992 ليتبوَّأ منصب رئاسة مجلس الوزراء لأربع مرات، وبذل جهود مكثَّفة نقَلت لبنان من بلدٍ يحملُ بصمات الحرب إلى موقع هائلٍ لعملية إعادة بناء محلية، وإلى لاعب مُحتَرَم على الساحة الدولية.
وفي 20 تشرين الأول 2004، قدَّم الرئيس الحريري استقالة حكومته الرابعة، معلناً اعتذاره عن عدم ترشيح نفسه لرئاسة حكومة جديدة.

وفي الرابع عشر من شهر شباط 2005 سقط الرئيس رفيق الحريري شهيداً في خضمّ معركة وطنية كبرى، سقط الرئيس رفيق الحريري شهيداً على يد الجريمة المنظمة، لأنه كان رجل التسويات التاريخية. سقط شهيداً لأنّه الرجل ذو المكانة العربية والدوليّة الذي وظّف علاقاته الكبيرة في خدمة وطنه وأمته.

وقد شيّع لبنان من أقصاه إلى أقصاه، بمسلميه ومسيحييه، بأطفاله ونسائه ورجاله، بأجراس الكنائس جنباً إلى جنب مع أصوات المآذن، الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مثواه الأخير في مسجد محمد الأمين، ومشى خلف نعشه مليون لبناني.

وغطت دماء لبنان وجه الشمس، ظهيرة يوم الاثنين في الرابع عشر من شباط ، فالجريمة أخطر من اغتيال قائد سياسي باهر الحضور، محلياً وعربياً وعالمياً إنها محاولة لاغتيال وطن بكامله.