استيقظ اللبنانيون اليوم على وضعٍ أمني لا يبشّر خيراً، فيكفي أن تقوم بجولةٍ بالضاحية الجنوبية وتكمل طريقك باتجاه الكولا كورنيش المزرعة وطريق الجديدة، لتتأكّد بأن الأمور لا تجري على ما يُرام. فمن البلوكات التي وضعتها مطاعم الضاحية أمام واجهاتها، إلى الدشم الترابية التي زيّنت محلات بئر العبد بشكل ملحوظ إلى حواجز مكثّفة غير معهودة للجيش اللبناني على المشرفية، جسر المطار، الكولا، وصولاً إلى كورنيش المزرعة حيث تجري مداهمات أمنية بحثاً عن سياراتٍ مفخخة ربّما أخبر عنهم الإرهابي الذي تم توقيفه صباح اليوم من قبل الجيش اللبناني في طريق الجديدة.

فأعلنت قيادة الجيش أنه: "بعد متابعة دقيقة ورصد مكثف، أوقفت مديرية المخابرات في بيروت، الإرهابي نعيم عباس وهو أحد قياديي ألوية عبدالله عزام. وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص".

هذا ويعمل الجيش في هذه الأثناء على تفكيك سيارة مفخخة رباعية الدفع من نوع راف 4 ، مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات، ما يقارب ال130 كلغ، سوداء اللون كانت مركونة في موقف للسيارات في كورنيش المزرعة. والفلسطيني الموقوف نعيم عباس هو الذي اعترف بوجود السيارة المفخخة التي كانت ستتوجه إلى الضاحية الجنوبية لبيروت تحديداً إلى منطقة الغبيري.

وأفادت المصادر بأن نعيم عباس تم إلقاء القبض عليه بعد الاعترافات والمعلومات التي أدلى بها الموقوف عمر الأطرش عن علاقته به، وأكدت المعلومات الأمنية أن عباس يقيم في حي حطين داخل المخيم. الذي كان ينتمي سابقاً إلى الجهاد الإسلامي لا يتحرك إلا نادراً وهو بعد اعتراف الاطرش بعلاقته بالهجوم على حاجزي الجيش ظهرت حول منزله اجراءات حراسة شخصية مشددة، وعمد إلى حلق ذقنه. بالإضافة إلى أنه بالإشتراك مع توفيق طه وزياد أبو النعاج وصالح القرعاوي تلامذة ماجد الماجد ومن سرايا زياد الجراح - كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة، كانوا قد أطلقوا صواريخ على إسرائيل من الحنية والقليلة في عامي 2007 و2009 ، كما استهدفوا دوريات اليونيفل الإيطالية والفرنسية على مدخل صيدا أثناء عودتها من بيروت إلى الجنوب عامي 2008 و2010. هذا وورد اسم عباس في اغتيالي وليد عيدو واللواء فرانسوا الحاج.

ومن جهتها أكدت مصادر في حركة فتح في عين الحلوة لـ"المركزية"، وجود عباس في المخيم، لكنها تفاجأت بما أعلنه الاطرش عن مهمة الأخير، مشيرة إلى أن مخيم عين الحلوة ليس بؤرة أمنية، وهناك تنسيق بين القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية والدولة والجيش اللبناني، والتعاون قائم من قبل تلك القوى في تسليم اي مطلوب للدولة، نافية أن يكون الأطرش تردد إلى مخيم عين الحلوة ولو لمرة واحدة، أما إذا كان زار منطقة التعمير فهي غير خاضعة لا لسلطة فتح ولا للجيش اللبناني.

فهل ستحدّ التشديدات الأمنية من الإرهاب العاصف في بلادنا، أم أن الردّ سيكون عنيفاً بعد اعتقال الجيش اللبناني لعدد من أعلام القاعدة في لبنان وإحباط عدد ليس بقليل من المحاولات الهادفة لتفجير الأبرياء من الشعب اللبناني...