ننا نسجل إعاقة سياسية في إدارة شؤوننا، والاستحقاقات الدستورية يجب أن تنفّذ، لأن المواطن يئن من الجوع والأمن والارهاب والاقتصاد، وبالتالي يجب تأليف حكومة على قدر آمال اللبنانيين..."

حقيقةً موجعة عبّر عنها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في عيد الموارنة في بكركي، حيث اعتلى سليمان المنبر مثنياً على المذكرة الوطنية، متمنياً بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن  يتم التعاون مع الذين يؤيدونها لتطبيقها، لأنها تجسد المبادئ التي قام عليها لبنان.

إلى ذلك، اعتبر سليمان أن الظروف الداخلية أصبحت مهيّأة عبر إعلان بعبدا، الإستراتيجية الدفاعية ومذكرة بكركي الوطنية لتشكيل الحكومة، مشدداً على أنه "ليس هناك أي سبب يمنع تحقيقها، وعلينا أن نبرهن أننا نستطيع أن نبني دولة وتشكيل حكومات وانتخاب رؤساء ومجالس نيابية وعدم التمديد ونستطيع أن نحتكم للمجلس الدستوري وعدم مقاطعته".

وأكد الرئيس سليمان أثناء دخوله كنيسة مار مارون في الجميزة، على أن التأخير في تأليف الحكومة معيب، لافتاً إلى أنه أصبح من المعيب أن يتأخر تشكيل الحكومة، معتبراً أننا نقدم حرصاً أقل بكثير مما يظهره العالم والمجتمع الدولي على لبنان ومستقبله، منوهاً بالمؤتمرات الدولية الداعمة للبنان، وبضرورة تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي تجعل من الجيش اللبناني القوة الوحيدة المسلحة، مؤكداً: "نريد سلاحاً نوعياً يمكننا من التصدي لإسرائيل، لكي نصبح القوة المسلّحة الوحيدة على الأرض التي تتصدى للإعتداءات الاسرائيلية". متسائلاً: "هل بات التمسك بوزير أو بشرط أو بحقيبة أهم من التمسك بلبنان؟".
الأمر الذي اعتبره البعض جرأةً غير معهودة من الرئيس سليمان، وفيها "لطشات من العيار الثقيل" لجماعة 8 آذار وتحديداً حزب الله والتيار العوني، وراحت التعليقات تنهال بين مؤيدٍ ومناصر، منها: "الرئيس سليمان شربان حليب سباع"، ومنهم من قال "أنه شرب مشروب الطاقة ريد بول قبل الذهاب إلى كنيسة مارمارون"، وغيرها من التعليقات الساخرة التي كثُرت خلال الأيام الماضية في المجتمع اللبناني الذي رأى في التنكيت والسخرية هرباً من واقعٍ تعتصره المعاناة "فشرّ البليّة ما يُضحك"...
في الوقت الذي لم تتلقَ قوى الثامن من آذار بشكل عام بارتياح كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وأفادت أوساط في 8 آذار أن كلام الرئيس سليمان أدى إلى المزيد من العرقلة وساهم في إضعاف الجهود التي تبذل لولادة حكومة جامعة.مجددين التمسك باحتكار التيار الوطني الحر لحقيبة الطاقة، فقالوا بنبرة لا تبدو بعيدة عن التهديد: "وإذا كان سليمان قادر بعد مواقفه الأخيرة على تأليف الحكومة فليُقبل على هذه الخطوة ويترجم كلامه أفعالاً".

فهل سيترجم سليمان كلامه إلى أفعال أم سيرضخ لتهديدات 8 آذار التي تضع حقيبة الطاقة في كفّة وأمن لبنان في الكفّة الأخرى..؟؟!!