"أريد وطناً يحبني قبل أن أحبه، يحضنني قبل أن أضحي لأجله، ويكون ملاذاً لي قبل طائفتي وحزبي. أريد وطناً لي فيه حقوق مقابل ما أؤديه من واجبات، ويحقق الأمان لي مقابل ما أعيشه من انتماء ومواطنية. أريد وطناً لا يعيث فيه الفساد ولا تقطّع أوصاله الخلافات. يقولون: "غربة عن الوطن خير من غربة في وطن". لا أريد أن أكون غريباً في وطني..."

هذه هي صرخة رامي علّيق ابنة الست سنوات هزّت عروش ودكّت أُخرى، ليس لأنها صرخة وحيدة في فضاء لبنان المتسّخ بالانقسام والتشرذم، بل لأنها تعبّر عن صرخة كل لبناني دمه تلوّن بحب الوطن فقط، لا أصفر ولا أخضر ولا أزرق ولا برتقالي...ولا غيرها من ألوان التلوّث السياسي الذي يعيث فساداً بلبنان.

كان للبنان الجديد لقاءٌ مع المحاميوالكاتب السياسي رامي علّيق في سبيل الاطمئنان عن صحّة ثورةٍ أصيبت بنكسةٍ صحية قبل أن تولد، فمن يتحمل المسؤولية..؟؟ رامي عليق..؟؟ الشعب اللبناني..؟؟ الدولة..؟؟ أم الدويلة..؟؟

أكّد عليق لموقع لبنان الجديد بأن ثورته لم تمت بعد رغم كل محاولات الوحشنة السياسية لوأدها، وأنها لم تزًل تتغذى على رائحة الوطن هناك بين غابات الأرز النائية عن أدغال لبنان.

حقاً إننا نعيش واقعاً لبنانياً أشبه بالأدغال فبات لكلّ أسدٍ مجموعته المتكالبة على الوطن المتغطية بغطاء الدولة، وأليكم بعض الأمثلة الحيّة التي أطلعنا عليها الدكتور رامي عليق لنتعرّف وإيّاكم على حجم الضغوطات الكبيرة التي كانت سبباً في تفشيل ثورة 10 تشرين الأول، فهذه سيدة أرمنية لبنانية أمريكية من سكّان الرابية، كانت داعمة للثورة تلّقت أمها اتصالان تهديديان مضمونهما: "خلّي بنتك تبعد عن رامي عليق"، وهي تلقت مكالمة مباشرة في نفس السياق، وقاموا بطعن سيارتها بآلات حادّة لتشعر بالخوف أكثر وهذا ما حصل وسافرت السيدة قبل  10 تشرين الأول. وهذا رجل أعمال من مجدل عنجر تلقى اتصالات تحذيرية من ضباط رسميين في الدولة بهدف ثنيه عن دعم الثورة. أما في طرابلس بينما كان عليق مجتمعاً مع فعاليات عدة تمهيداً للثورة في الرابطة الثقافية، تلقّت الرابطة اتصالاً هاتفياً من جهاز رسمي في الدولة يقول: "هذه خلية إرهابية لا تستقبلوها". أما في 8 تشرين بينما كان عليق ورفاقه في الساحة تحضيراً للعاشر من تشرين الأول انهالت الاتصالات والتهديدات من أجهزة مخابراتية عديدة تقول: "معكم ساعة لتفكوا كل شي وتفضّوا الساحة". ومنها اتصال من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شخصياً الذي اتصل بأحد الشباب العاملين مع عليق في ساحة الثورة محذراً: "يا ابني طلاع من الساحة كرمال ما تتأذّى". وغيرها الكثير من التهديدات التي وصلت لكلّ داعم ومشارك في ثورة "10 تشرين".

وتجدر الإشارة إلى أن كلّ هذه الأحداث موثّقة بالأسماء والأرقام إلا أنه حرصاً على أمان الأشخاص لم تُذكر التفاصيل.

ومن جهةٍ أخرى أطلعنا عليق على تحرّكٍ جديد يلوح في أفق الثورة اللبنانية، وسيكون تحرّك جريء باتجاه مؤسسات رسمية وصولاً إلى العصيان المدني. ويتم الآن التواصل مع الشعب اللبناني الموجوع تحديداً، والعمل على خطة تمويل بعيدة عن المال السياسي تلافياً للإرتهان.

وبعد فشل ثورته الأولى لا يعلّق رامي علّيق آماله اليوم إلا على وجع اللبناني الذي عانى الأمرّين من جوٍّ سياسي عائم على الفوضى والفساد، فإذا كنت لبناني موجوع وفي قلبك صرخةٌ أدماها صمت طال لسنين ومللت غربتك في وطنك فلتحضّر نفسك لثورة الموجوعين التي ستبصر النور قريباً في لبنان...