جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رفضه المشاركة في الحكومة، متوجهاً بالتعزية إلى أهالي شهداء تفجير حارة حريك الأخير، قائلاً: "أريد من أهل الضاحية أن يعلموا أن كل إنفجار يستهدفهم يعنينا وأتمنى للمصابين الشفاء العاجل، ولفتني ما قاله النائب علي عمار عن أن الذين يرفضون معادلة "شعب وجيش ومقاومة" هم واهمون.، وهذا ما أكّد لي أكثر فأكثر عدم جدوى المشاركة معهم في حكومة".

كلام جعجع جاء في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" ضمن برنامج "إنترفيوز" مع الاعلامية بولا يعقوبيان أمس، مؤكداً بأنه لا شيء يمكن أن يدفعه الى تغيير رأيه للمشاركة في الحكومة العتيدة إلا عدم ورود معادلة "شعب، جيش ومقاومة" في البيان الوزاري، وأن يكون "إعلان بعبدا" هو المقطع السياسي الوحيد في هذا البيان. وشدد على أن "حزب الله لا يمكنه القبول بإعلان بعبدا ويستمر في القتال في سوريا"، موضحاً أن "الرئيس سعد الحريري لم يغيّر في مبادئه ولم يحيد عما قاله سابقاً إنما التغيير حصل على الصعيد الإجرائي".

وأشار الى أن "البلد سيبقى يُستنزف بسبب أعمال حزب الله"، لافتاً إلى أن "البديل موجود وهو تشكيل حكومة حيادية باعتبار أن مشكلتنا مع حزب الله ليست تقنية انما هي سياسية تتعلق بمصادرته أجزاء كبيرة من مقدرات الدولة".

وأعلن أن "حظوظ 14 آذار في ايصال شخصية منها إلى سدة الرئاسة الأولى كبيرة جداً، واذا لم ينتصر مشروع 14 آذار فلن يبقى لبنان"، معتبراً أنه "ستُجرى انتخابات رئاسية في لبنان وسنضع كل إمكاناتنا في هذا الإتجاه".

ووصف جعجع تصرف وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في مؤتمر "جنيف 2"، بـ "المثير للإشمئزاز ولاسيما بعد كل ما حصل في سوريا من مجازر واستعمال النظام للسلاح الكيميائي"، داعياً الجميع إلى مشاهدة صور التعذيب التي وردت في بعض وسائل الإعلام للمعتقلين والسجناء في السجون السورية. ورأى أن ما جرى في جنيف أمس "هو انتصار كبير للمعارضة السورية رغم كل ما ألمّ بها من ويلات، فللمرة الأولى نرى طرفاً آخر غير النظام يمثل سوريا"، قائلاً: "لا أرى تسوية كبرى في المنطقة وأكبر دليل هو ما حصل مع ايران. ولو كانت هناك تسوية كبرى لحضرت ايران في جنيف. اعتقد أن هناك تفاهماً اميركياً ـ روسياً تجاه الوضع السوري والحل لا داعش ولا النظام بل حكم انتقالي، وليس هناك اتفاق على لبنان الا أن الجميع متفقون على ابقاء لبنان مستقراً".

وفي موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: "عندما كنت أشاهد جلسات المحكمة تأكدت من دقة عملها وأنه فعلاً "لا يصح إلا الصحيح". وبرأيي أن المتهمين الخمسة بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اغتالوه لأنهم عناصر مدفوعون بتركيبة حزبية معينة، وقد بدأ الاستماع إلى الشهود وهناك نحو 500 شاهد وعلينا متابعة فصول المحاكمة شرط أن نقبل بما سيصدر عنها. ويجب الإنتباه إلى أنه لا يمكن القول أن الشيعة هم من قتلوا رفيق الحريري إنما "ناس من الشيعة" من قام بالقتل، فالمحكمة الدولية انطلقت ولن تتوقف إلا عندما تتوصل إلى أحكام واضحة والهدف ليس الاقتصاص أو الانتقام".