يعرفه قياديو حزب الله باسمه العسكري "ذو الفقار". قلّة منهم، يعرفون هويته الحقيقية. يشكّل مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والقائد العسكري السابق عماد مغنية ثلاثية الحزب القيادية. شغل المنصب العسكري الاعلى في الحزب قبل مغنية بسنوات، ثم ما لبث ان نُزع منه لاسباب قيل انها "انضباطية". رصدت اسرائيل ملايين الدولارات من اجل الحصول على معلومة عنه او صورة حديثة له. هو مصطفى بدر الدين، المتهم الاول باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وفيما يلي معلومات وقصص متفرّقة عن مصطفى بدر الدين وشخصيته كما يرويها حزبيون.

يتحدث حزبيون عن بدر الدين على انه الشخصية الاكثر راديكالية في حزب الله، علاقته متوتّرة بجميع المستويات القيادية داخل الحزب، "يريد فرض رأيه دائماً، ولا يتقبل الآراء العقلانية، يفضل الحلول الجذرية والحاسمة". يقول الحزبيون ان "ذو الفقار يملك عقلا عسكرياً في غاية الاهمية، لكنه ليس سياسياً".

1- يروي هؤلاء لموقع "ليبانون ديبايت"، كيف فقد هذا الرجل منصبه الاعلى في الحزب ليعود عضواً في المجلس العسكري وليس قائداً له: "بعد انتهاء حرب عام 1996 بين حزب الله واسرائيل، وبعد ان اعاد الحزب تسليح نفسه، حصل نقاش داخلي حول طريقة عمل المقاومة في المرحلة المقبلة، وكان هناك رأيان: الاول يقول بضرورة استمرار العمليات على مواقع العدو دون اعتماد استراتيجية القصف على الاراضي الاسرائيلية عبر سلاح الكاتيوشا، تجنباً للاحراج الدولي، والرأي الثاني: ويمثله بدر الدين كان يقول بضرورة قصف اسرائيل باستمرار حتى لو كلّف هذا الموضوع مشكلة دولية، ازدادت حدّة النقاش، حتى انتهى الاجتماع بغضب من بدر الدين، بعد يومين تفاجأ احد اعضاء المجلس العسكري باتصال من احد القادة الميدانيين في الجنوب (النبطية) يخبره بأنه تلقى امر من بدر الدين بنصب عدد كبير جداً من منصات صواريخ الكاتيوشا، لاطلاقها باتجاه اسرائيل، فما كان من المجلس العسكري الا ان الغى الامر بعد اجتماعه، واقال بدر الدين من منصبه، ليعود عضواً في المجلس ليس اكثر".

2- آخرون عرفوا بدر الدين في بداية التسعينات، في احدى الدورات العسكرية، كان الاخير يومها مدرباً على مستوى عال، "كان الرجل حاد الطباع، عصبي للغاية، لكنه كان مدرباً محترفاً"، يقولون انه "لم يكن يخطء الهدف في اي نوع من انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، كان يستطيع اطلاق النار من بندقيتين حربيتين بشكل دقيق"، يتابع هؤلاء "في مرّة من المرّات طرد نحو عشر اشخاص من المعسكر الذي كان في احدى قرى البقاع، لانهم تأخروا 5 دقائق عن التدريبات صباحاً". 

3- متابعون ومقربون من الحزب ينفون نفياً قاطعاً ان يكون بدر الدين قد استلم المهام العسكرية لمغنية بعد اغتياله "الامر ليس صحيحاً، لقد سلّم بدر الدين صلاحيات عسكرية مطلقة في منطقة البقاع وليس في لبنان بشكل كلّي".

4- يضيف المقربون من الحزب: "يعتمد بدر الدين في تخفيه اسلوبا امنيا مختلفاً عن اسلوب مغنية، فهو لديه مرافقين مكلفين من الحزب، وهو معروف على نطاق اوسع داخله بعكس مغنية، لكنه لا يستعمل جهازاً خلوياً لاكثر من 24 ساعة وذلك في الحالات القصوى، اذ انه يحاول عدم وجود اي من هذه الاجهزة في محيط تواجده، كما انه لا يسافر ابداً، الا الى سوريا وايران. لكن يتشابه مع مغنية في مسألة تجنّب التواجد مع اي كاميرا، واتلاف جميع الصور العائدة له".

5- معروف عن بدر الدين انه من العقول العسكرية الخلاقة لدى الحزب "في مسألة التكتيك العسكري، اذ كان من العناصر القلائل في الحزب الذين تلقوا دروساً في بداية العام 1984، في التكتيك العسكري من قبل ضباط اوكرانيين استقدمهم الحرس الثوري الايراني ليدرّبوا كوادر حزب الله". ويقول احد المقربين انه "ليس في الامر مبالغة اذا قلنا، ان ما وصل اليه الحزب اليوم من تفوّق على المستوى العالمي في خلق التكتيكات العسكرية تعود الى القدرات الفكرية لبدر الدين".

6- يؤكد العارفون ان شيئاً آخر يهواه بدر الدين ويبدع فيه الى حدّ ما، "البروباغاندا، يعشق هذا الرجل السيطرة على عقول الناس، تنويمهم مغناطيسياً، يفضّل البروباغاندا التقليدية اي كتلك التي استعملها هتلر، او التي تستعملها الانظمة الشيوعية، يرى انها اكثر فعالية من البروباغاندا الرأسمالية، يرغب بتوظيف اي عمل يقوم به الحزب في البروباغاندا، وبها يعلله اثناء النقاشات الداخلية".

7- لم يكن بدر الدين مع تريّث حزب الله بعد اغتيال مغنية، "كان من اصحاب الرأي القائل بردّ قوي، وسريع، وعلل رأيه بانه بمثل هذا الردّ لن يتجرأ الاسرائيلي على اغتيال اي قيادي آخر، كما ان جمهورنا ستزيد ثقته بنا، وباننا لا نترك شهداءنا يذهبون سداً".

8- كان بدر الدين طبعا مع معركة السابع من ايار، "لكنه مؤيد لان تكون اكثر قساوة وحسماً، وهو امر فرمله السيد نصر الله".

9- يؤكد هؤلاء ان بدر الدين مصاب منذ اجتياح عام 1982 في احدى قدميه.

نقلا عن موقع ليبانون ديبايت