إنه خنجر الفتنة الذي يلتهب في خاصرة لبنان. طرابلس يا جرح لبنان النازف...من زرع خنجر الغدر في مقلتيكِ ونثر التراب على جسدٍ لم تفارقه الحياة، وأغلق النعوش على أرواحٍ تصرخ كفى...؟؟

فلا زالت الأحزان في ديارنا عامرة إلى مالا هدوء، ولا زال القنص هو سيد الموقف، تعددت جولات المساجلات القنصية في طرابلس فإنها جولة العنف العشرين وعلى ما يبدو أنها ليست الأخيرة، وفي كلّ جولةٍ تُحصد أرواح الأبرياء في موسم الفتنة الذي طالت مأساته على لبنان واللبنانيين.

يسود الهدوء الحذر محاور مدينة طرابلس وتخرقه بين الحين والآخر الرشقات النارية. وقد شلّت الحركة في الشوارع  المختلفة للمدينة بعد ليلة دامية من المعارك استُخدِمت فيها مختلف الأسلحة الرشاشة والصاروخية، إذ سقطت القذائف في مناطق البقار والحارة البرانية والريفا والمنكوبين وبعل محسن وشارع سوريا إضافة إلى مشروع الحريري وساحة الأميركان، كما طالت  القذائف من نوع اينيرغا و "آر بي جي" طلعت العمري  واطراف الزاهرية  وبعل الدراويش وجامع الناصري وادت الى احراق عدد من المنازل والمحال التجارية.

وقد بلغت حصيلة الاشتباكات منذ بدء المعارك يوم الجمعة مساءً أربعة قتلى وأكثر من 40 جريح.

وعُرف من القتلى جهاد عادل حلواني وزاهر غمراوي، ومن الجرحى نواف علاف، رفيدة المحمد، أحمد علي، علاء احمد الشيخ، احمد محمد الشيخ، محسن ديوب ،خالد العليوة،كرم علي حامد.

وأعلنت إدارة المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، عن الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى، وهم عبير الكيال (مواليد 1984) التي ما لبثت ان توفيت متأثرة باصابتها، ابراهيم طرابلسي (مواليد 1945) إصابته بالقدم، محمد خالد حمود (مواليد 1999) إصابته بالرأس، شادي حسين (مواليد 1991) إصابته بالرأس، ويخضع لعملية جراحية، وليد الحموي إصابته بالفخذ، وهو يخضع لعملية جراحية، محسن عثمان (مواليد 1998) إصابته باليد، خالد حيدر (مواليد 1997) إصابته بالظهر، ويخضع لعملية جراحية، محمد حسن خلف (مواليد 1984) إصابته بالظهر، ويخضع لعملية جراحية، محمد أكرم خالد (مواليد 1991) يخضع لعملية بالرأس، يحيى جبير سوري الجنسية (مواليد 1989) مصاب بطلقات نارية عدة في الكتف والرجلين، وذلك خلف محلات عبد الرحمن الحلاب، ويخضع أيضا لعملية جراحية.

فإلى متى ستبقى العبَرات تخنقنا عندما ننظر شمالاً...ونغصّ بآلامنا عندما نلفظ حروف اسمها..؟؟إلى متى هذه المتاجرة السياسية بدماء أبناء طرابلس وإلى متى سيطول الرقص على الأجساد المتفحمة..؟؟ فسيشهد التاريخ على غباء شعبٍ أدمن سموم الفتنة المعلّبة في الخارج، قبل أن يشهد على حقد من علّبها...