ها هو قد بدأ العد العكسي لبدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مدينة لاهاي الهولندية، بينما يعيش لبنان حالةً من التخبّط الحكومي والأمني، ويدور اللبنانيون في حلقةٍ مفرغةٍ إلّا من التفخيخ في انتظار الآتي الذي لا شك بأنه سيكون أعظم...

فمرة أخرى يعود اسم مصطفى بدر الدين، أحد المتهمين من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى الضوء مجدداً. وقبل أسبوع فقط من انطلاق أولى جلسات المحاكمة، وذلك عبر وثيقة سريّة سُرّبت من المحكمة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، حصل عليها "رونن سولومون" حسب ما أشارت الصحيفة، وهو محلل في شؤون الاستخبارات وحزب الله.

الوثيقة تتضمن معلومات عن المتهم الأبرز في قضية إغتيال الشهيد الحريري، مصطفى بدر الدين، وأشارت الصحيفة، الى أن المحكمة الدولية ستكون قذفاً بمادة ملتهبة داخل الحريق الذي يشتعل في لبنان هذه الأيام، كما لم يشتعل خلال الأعوام الأخيرة، وأضافت أن الوثيقة تحتوي على معلومات كان يفضل جهاز العمليات التابع لحزب الله أن تبقى سرية، إضافة إلى معلومات شخصية عن مصطفى بدر الدين والدوائر الاجتماعية والتجارية الخاصة به.

وتابعت "يديعوت أحرونوت": "إن لجنة التحقيق الدولية استعانت بمعلومات نقلت إليها من لبنان ولا تتركز فقط حول الدائرة الأولى للشبكة المسؤولة عن عملية الاغتيال، وإنما أيضاً حول كل خطوط الهاتف التي استخدمها الجهاز الأمني التابع لبدر الدين"، وأنه "من أجل الربط بين خط الهاتف الذي أدار عملية اغتيال الحريري وبين المشتبه فيه الرئيسي، تعقّب المحققون الاتصالات الهاتفية لبدر الدين ما بين عام 2000 وكانون الثاني 2008 كحد أدنى.

وهذا ولجأت الصحيفة إلى شرح مفصّل للعلاقة بين الشهيد عماد مغنية الذي اغتيل في شباط 2008 في دمشق بعملية نسبت إلى إسرائيل، وبين صهره وخلفه في منصبه بدر الدين، وذلك عبر هاتف سعدة بدر الدين، شقيقة مصطفى التي هي في الوقت نفسه زوجة مغنية. كما أظهرت المعلومات الواردة في الوثيقة عن "اتصالات أجراها بدر الدين مرات عدة بمراكز تحكم تابعة لـحزب الله، ما يُعتبر خطوة متسرعة وغير محسوبة من بدر الدين الذي لم يحافظ على قواعد الحذر المتشددة وربما دفع ثمن ذلك."

كما تكشف الوثيقة أن بدر الدين درس بين عامي 2002 و2004 العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنه حرص "على أن يتم إصدار شهادته باسم مصطفى بدر الدين، رغم أن أصدقاءه في مقاعد الدراسة كانوا يعرفونه باسم سامي عيسى"، كما أنه أدار محلين لبيع المجوهرات في بيروت حملا اسم "مجوهرات سامينو"، تم تغيير إسميهما لاحقاً إلى "مجوهرات أمينو".

فبغض النظر عن مضمون الوثيقة المسربة، يمكننا الذهاب وليس بعيداً إلى الأسباب الكامنة وراء تسريبها، فكيف سرّبت ولماذا الآن ولماذا اسرائيل..؟؟ فلا شك بأن هذا التسريب سيجعل منه حزب الله نهراً من التشكيك لا يصب إلا في خانة نسف أمانة المحكمة الدولية ونزاهتها، لا سيما وأن التسريب وصل لأيادي العدو الإسرائيلي..!!

ومن جهة أخرى اقترب السادس عشر من كانون الثاني..وإلى ذلك الوقت.. لا يسعنا إلا التقاط أنفاسنا التي ربما ستكون الأخيرة قبل قنابل الحقيقة التي ستفجّرها المحمكة الدولية في لبنان.