اعتبر رئيس مجلس الامن الروسي الجنرال  "نيكولاي باتروشيف" انه لن يكون ممكنا عقد مؤتمر جنيف-2 في موعده المحدد في 22 كانون الثاني/ يناير2014 ، اثناء مقابلة نشرتها صحيفة "روسيسكايا غازيتا " الرسمية بتاريخ  27  ديسمبر 2013، وحسب "باتروشيف" بان المؤتمر لن ننجح عقده في الموعد المحدد أصلا، مشيرا بان الدول المعنية بهذا الملف تتقدم بصعوبة بما فيهم روسيا . وأشار المسؤول الامني  الى ان العديد من الامور الكثيرة مرهونة بإرادة وقدرة الولايات المتحدة ومجموعة دول اخرى على تمتين المعارضة وإقناعها بالمشاركة في هذا المؤتمر ألدولي الهام ، مشيرا الى ان روسيا حليفة دمشق تمكنت من اقناعها وتشكيل وفدها للمشاركة بالمفاوضات، وروسيا تشدد على مشاركة كل اطراف النزاع في المؤتمر دون اية شروط مسبقة .

ومن جهة اخرى، قد اوضح "باتروشيف" ان المرحلة الاولى من خطة تدمير الترسانة الكيميائية السورية قد انجزت وروسيا ارسلت  مساعدات لوجستيه لنقل المواد  التي يجب تدميرها الى منطقة  الساحل السوري ،مؤكداً ان الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية لاحظتا التعاون الجيد للسلطات السورية في تنفيذ هذه العملية.

بالرغم  من كون الدبلوماسية الروسية مستمرة بوتيرة عالية من اجل دفع كل الاطراف المعنية والمتصارعة للمشاركة  بمؤتمر جنيف -2  والذي سيعقد في 22 كانون الثاني في مدينة "مونترو السويسرية" لإيجاد حلا سياسي من شانه وضع حد للنزاع السوري الذي خلف اكثر من 126 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فضلا عن ملايين اللاجئين والنازحين وفق الامم المتحدة. 

وحسب المصادر السياسية  الروسية واستشفافا من مقابلة  "باتروشيف"  الذي لا يخرج كثيرا على الاعلام ولا يدلي  بتصريحات كثيرة يؤكد على ان عقدة العقد الذي تواجه المؤتمر وأهمها مستقبل الرئيس الاسد السياسي، اضافة  الى رفض مشاركة ايران في المؤتمر.  فالمقابلة التي يخرج فيه باتروشيف بعجز روسيا من انضاج هل يناسبها في   سوريا قد  وضعت مؤتمر جيف وراءها لأنها لن تسطع ابقى الاسد في السلطة وفشلت في ايجاد معارضة سورية مناسبة للأسد  . فعملية شد الحبال بين القطبين لا تزال مستمرة  فروسيا التي تتمسك بحضور ايران في المؤتمر كونها لاعبا اساسيا في الصراع السوري ومفتاحا للازمة  نظرا لأهمية الدور الذي تمارسه في الحالة السورية،  لكن الولايات المتحدة تصر بقوة على عدم حضور ايران وتغيبها عن المؤتمر لاعتبارات امريكية خاصة تكمن في تقيد دور ايران  السياسي المستقبلي الذي تحاول ربطه مباشرة بأوامرها  السياسية والموافقة الخاصة  على أي  دور   سياسي قادم  لها.

 فالروس  اضحوا لا يمتلكون أي تأثير على النظام السوري بالرغم من دعم الاسد الدائم بالسلاح والعتاد وتأمين الحماية السياسية والدبلوماسية لنظامه وإعطاءه الفرصة تلوى الفرصة لحسم الملف السوري عسكريا وأخرها الذي اجاز الروس للنظام حسم المعركة قبل عقد المؤتمر وبراميل حلب  تؤكد بان الاسد قطع عهدا  امام الروس بأنه سوف يسيطر على 80% من الاراضي السورية  قبيل انعقاد  المؤتمر . ،فالروس باتوا واثقون بان أي تراجع لهم في سورية سوف يشدد قبضة ايران المستقبلية على النظام  والدولة ، وتصبح هي المفاوض الاول بظل الانفتاح الامريكي الايراني . روسيا اضحت محرجة  من عجز النظام عن الحسم والتي باتت غير قادرة على حمايته ،وأيضا خائفة جدا من خروج الملف السوري من قبضتها بعد ان اسرته طوال 33 شهرا  لمقايضته بملفات اخرى تخصها  . لذلك تصر روسيا على عقد مؤتمر جنيف-2 الذي يعوم دورها القيادي  في الحلبة الدبلوماسية  الدولية،  ويبقي الملف السوري حاضرا بيدها للتفاوض على امور لا تزال عالقة مع امريكا  .

 بالوقت التي تشير  مصادر قيادية في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بأنه لم يتم بعد إقرار طبيعة الوفد المشارك في مؤتمر جنيف2، ولكنها أشارت إلى أن الفرضية الأكثر تداولاً هي أن يمثّل الوفد المعارضة الوطنية السورية ويكون برئاسة الائتلاف ويضم ثلاثة وفود، أحدها للتفاوض والآخر استشاري سياسي والثالث حقوقي.

لكن من جهة اخرى اعربت المعارضة السورية حسبما أفاد به أمين عام الائتلاف لوكالة ريو نوفوستي،  بأن المعارضة  سوف تقوم بزيارة لروسيا في 13-14 من يناير\ كانون الثاني القادم ، بوفد معارض كبير قد يترأسه رئيس الائتلاف السوري  احمد الجربا بحال تم انتخابه  لفترة ثانية ، للبحث مع  القادة الروسي  في قضية اساسية قبل المؤتمر  بان روسيا ليست عدوة  بل صديقة وهذه الزيارة قد اتفق  عليها سابقا مع وزير الخارجية الروسية سرغي  لافروف ،فالمعارضة  التي تحاول  محاورة القادة والدبلوماسيين الروس ليت تتمكن من اقنعهم بتغير موقف  روسيا وعدم التمسك بالأسد والتوجه نحو الشعب السوري الضامن الفعلي لمصالح روسيا الدائمة في سورية القادمة .

د.خالد ممدوح العزي

كاتب صحافي وباحث مختص في شؤون روسيا ودول الكومنولث