بعد أن دخلت الحكومة شهرها التاسع، وفشل ساسة التوليد الطبيعي في تشكيلها، وأصبح مولودنا يحتاج لعمليةٍ قيصيرية عجزت عنها غرف السياسة اللبنانية، توالت الخلطات الحكومية والعقاقير السياسية الكفيلة بتسميم المولود الحكوميٍ حتى قبل أن يولد...

أكد النائب نهاد المشنوق بأن الكلام عن ما نقله نادر الحريري غير واقعي وغير حقيقي. وهناك فرق بين الموافقة والإيجابية، فلم تذكر أي صحيفة أن الحريري وافق بل إن هناك مفاوضات حذرة بشأن التشكيل.

مؤكداً في حديث تلفزيوني مع الإعلامية بولا يعقوبيان: "إننا لن نجلس في حكومة مع ممثلين لحزب الله ما لم ينسحبوا من سوريا، وخلافنا ليس على الأرقام بل على الثلث المعطل. وثلاثية جيش وشعب ومقاومة غير واردة على الإطلاق، والوارد بإصرار وإلحاح وتأكيد هو اعلان بعبدا والحياد عن الصراعات،فنحن على بعد ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية وهذا يستدعي أن يجلس الأطراف على طاولة مجلس الوزراء".

ورأى بأن الحل الوحيد يكمن في تأليف حكومة أقطاب تتولى إنقاذ البلد وتخرج من هذه التفاصيل وتبحث في كيفية الانسحاب من سوريا ووقف التفجيرات. أي حكومة تنقذ البلد لا تسيّر المعاملات. مشيراً: "نحن لم نلجأ للعصيان المدني مع إنه أسهل الحلول لكنه يعزز بشكل أو بآخر منطق انهيار الدولة. لذلك افضل الخيارات التي يمكن ان نصل لها بحال عدم الاتفاق على الموضوع الحكومي هو العصيان الدستوري".

أما عن سبب قبول حزب الله بال8-8-8 ، اعتبر المشنوق أنه بعد أن اكتشفوا بأن مشروعهم لن يسير وأن حجم الهجمة عليهم أكبر من أن يستطيعوا تحملها، قبلوا بها لأنهم بحاجة إلى شرعية حكومة تحمي وجودهم . ومن الممكن أن يكون الهدف من استعجال الفريق الآخر للجلوس على طاولة مجلس الوزراء هو قرب المحكمة الدولية.

ونبّه المشنوق من الحريق السوري الذي بدأ يطال لبنان، لافتاً إلى أن 14 آذار لم تصر على أي شرط بل تحاول ايجاد مخرج سلمي ينقذ البلد من الحريق السوري بوسائل سلمية هادئة بعد اقتراب الحريق من غرفة النوم اللبنانية بعد أن غزا غرفة الجلوس .

وأشار المشنوق مستنكرا، بأنه لم يصدر قرار التحقيق حتى الآن في طرابلس بالرغم من سقوط 51 قتيل و 320 جريح رغم معرفة المتهمين. في الوقت الذي أصدر قاضي التحقيق العسكري قرار اتهامي بإعدام 14 متهم بزرع عبوات على طريق المصنع التي استهدفت مقاتلي حزب الله، وهذه الحادثة عمرها شهرين. متسائلاً إن كان هناك قضاة في المحكمة العسكرية لديهم الشجاعة الكاملة ليصلوا في الملفات إلى نهايتها،مثل ملف ميشال سماحة العالق في القضاء منذ سنتين ظناً من القاضي أنه سيأتي بالمملوك من سوريا ليختم التحقيق، "وهذا الأمر لن يحصل".

وعن الهبة السعودية للجيش اللبناني أكد المشنوق بأن خادم الحرمين الشريفين ردّ بأفضل طريقة على كل الاتهامات التافهة التي وجهت إلى المملكة بعمليات التفجير . متمنياً لو كانت المملكة تمتلك عقلاً تفجيرياً لكان الميزان السياسي مختلفاً . لافتاً إلى أن السيد نصرالله تناول السعودية واتهمها بعشرات الاتهامات استناداً الى ماجد الماجد، في حين ان الماجد واحد من أول 85 مطلوب على قائمة المطلوبين في السعودية.

وختم المشنوق بأن المحكمة الدولية ستحمل أدلة وبراهين وسيكون فيها مفاجآت كبيرة، داعياً جمهور 1الرابع عشر من آذار إلى عدم استباق الامور فهناك بضعة أيام ويجب الاستمرار في الصبر والمقاومة المدنية والسلمية والاستمرار بهذا الخط.

هذا وأفادت مصادر صحفية عن مغادرة النائب نهاد المشنوق إلى باريس لإجراء مشاورات مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بشأن تأليف الحكومة. وإلى أن يعود المشنوق لا يسعنا إلا الصلاة لخلاص مولودنا المنتظر...!!