لطالما كانت وسائل الاعلام خير سبيل لنقل الوقائع اليومية كما هي للمشاهد، واخذت على عاتقها مسؤولية نقل الاحداث كل على طريقته الخاصة. قناة فلسطين اليوم الفضائية وسيلة اعلامية فلسطينية تأسست و بدأت ببثها المباشر منذ ثلاث سنوات ، قدراتها بسيطة ومتواضعة  مقارنة بالتلفزيونات الفضائية العربية الاخرى ، لكنها تبذل مجهود كبير لتطوير قدراتها الاعلامية و المهنية. الفضائية اخذت من القضية الفلسطينية هما اساسيا لنقل وقائعها والاهتمام بنشر اخر تطواراتها  و العمل على دعمها عبر منبرها الذي تتوجه به لجمهورها الفلسطيني والعربي على حد سواء. اعتمدت منذ البداية سياسة اعطاء الفرصة للشباب الفلسطيني لابراز مواهبه الاعلامية ومنحه  فرصة عمل يفتقرها في السوق الاعلامي اللبناني.  ولاء عايش احد العاملين في قسم الاخبار كمحررة  تقول: "لقد حصلت على فرصة للتعلم ليس للعمل فعندما دخلت لليوم الاول الى القناة لم اكن اعرف تفاصيل العمل التلفزيوني وها انا اليوم اعمل كمحررة فاكتسبت فرصة كبيرة وما زلت طالبة اعلام في الجامعة". ما يميز هذه الفضاية ايضا ، هو انها منحت الفتيات وخاصة المحجبات اللواتي يفتقرن فرصة اعلامية في  ظل زمن قائم على الفروقات الطائفية ، فالقناة تسير على نهج اسلامي ويسير موفيها عليه احتراما له ناديا فهد، محررة في غرفة الاخبار تقول" انا فتاة فلسطينية غير محجبة، لكني ابحث عن فرصة عمل في شهادتي  لنقل قضيتي و معاناة شعبي كما ارغب، لهذا السبب ارتدي الحجاب داخل المبنى احتراما لقناعات المحطة وحبا بعملي داخل مؤسسة فلسطينية تعنيني اهدافها". الفضائية تمنح المشاهدين حصة اخبارية كبيرة وحول مستوى هذه النشرات  و كيفية تقديمها للمشاهدين  أطلعنا منسق نشرة الصباح سامر عبيد حول محتوى النشرة قائلاً : " نحاول من خلال انتقاء باقة الاخبار بأن تكون اخبار فلسطينية و دولية متنوعة اما بالنسبة للتقارير فندمج بين الخبرية السياسية و تلك المسلية و الممتعة للمشاهد". و بما ان القناة تتنوع في نشراتها الاخبارية بين الدولية والفلسطينية بشقيها السياسي و الاجتماعي، كان للنشرة الفلسطينية جانبا مميزا داخل القناة نوال رزق، منسقة النشرة الفلسطينية تقول" النشرة الفلسطينية لها نكهة خاصة من بين كافة النشرات الاخبارية هنا،فهي تتناول بشكل خاص الحالة المحلية للشارع الفلسطيني  بعيدا عن الشأن السياسي، فكل ما نتناوله في هذه النشرة يعنى بالشان الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي في الداخل الفلسطيني وفي مخيمات الشتات ايضا". وبعيداً عن جمهورها المنتقى تسعى الفضائية لأن تكون مصدراً للخبر الفلسطيني فهي تملك شبكة شبكة مراسلين واسعة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها وحتى من داخل قرى بسيطة لنقل الخبر بموضوعية الى الفلسطينين كافة . إنطلاقاً من هذا الهدف و هو العمل على ان تكون مصدراً للخبر الفلسطيني تضع فلسطين اليوم نفسها منافساً لنفسها و تخوض حرب المعلومة التي تسعى اليها الوسائل الاعلامية الحالية. معركة الامعاء الخاوية و معركة الارادة التي خاضها الاسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال كانت من ابرز ما رفع من مستوى القناة . ففلسطين اليوم تابعت بشكل معمق قضية الاسرى و منحتها تغطية خاصة وواسعة طيلة هذه الفترة و حتى اليوم وعن تقيم القناة لهذه المسألة اكد المدير التنفيذي للقناة الاعلامي نافذ ابو حسنة " ان التغطية الاعلامية لقضية الاسرى لم تكن من باب المنافسة الاعلامية بل كانت و ستظل واجب الشعب الفلسطيني كافة و هو اقل ما يمكن القيام به كخدمة قضية شعبنا ". شعار القناة هو "قناة فلسطين اليوم ..قناة كل فلسطين" وعند السؤال عن هذه التسمية ، اضاف ابو حسنة " ان الشعار يعكس رفضنا لتقسيم فلسطين جغرافياً كما يريد الاحتلال، فنحن هنا نقصد فلسطين التاريخية بأكملها من بحرها الى نهرها ومن الناقورة الى رفح. اما استاذ الاعلام في الجامعة اللبنانية الدولية  الدكتور فؤاد خشيش يقول:"يوجد اقنية فلسطينية كثيرة منوعة وحسب الانتماء السياسي لنقل الخبر ،وحتى الان لم تستطع هذه القنوات بان تكون المصدر الفعلي لما يحصل في الداخل الفلسطيني وبالتالي ضعفها يكمن في نقل الخبر او المعلومة الفلسطينية ، وأيضا وجودها ضعيف وغير معروف في العالم الاعلامي وهذا له تأثيرا كبيرا على القضية الفلسطينية . وبما ان الفضائية تهدف ايضا الى مخاطبة العدو الاسرائيلي من خلال ما تقدمه، كان موضوع تقدين نشرات اخبارية باللغة العبرية موضوعا مثيرا للجدل اذ ان القناة لاتتمتع بهذه الخاصية و لاتمتلكها. الصحافي الفلسطيني في جريدة السفير حلمي موسى ابدى رأيه في مسألة عدم توجه الوسائل الاعلامية الفلسطينية للجمهور الاسرائيلي عبر تلك النشرات قائلا : " اغلب الوسائل الفلسطينية همها نقل الواقع الفلسطيني في الداخل وفي مخيمات الشتات بالاضافة الى التركيز على القضية الفلسطينية وخدمتها، وبالتالي تبتعد عن فكرة تقديم النشرات العبرية، معتبرة ان الجمهور الاسرائيلي سيلجأ الى وسائله لمعرفة ما يريده من الاخبار . واذا كان هناك اهمية لمثل هذه النشرات ستكون من قبل المخابرات الاسرائيلية او جهات البحث المختصة في معرفة معلومات عن محتوى القنوات الفلسطينية. لذلك تبقى هذه المسألة معقدة ، وتقتصر على نقل ما تقوله المواقع العبرية عبر اللغة العبرية المعتمدة في القنوات الفلسطينية. لجين العبسي ، منتجة برنامج عيون الصحافة في قناة فلسطين اليوم ابدت رأيها بالموضع قائلة : " نحاول تخصيص عناوين الظهيرة لرصد الصحف العبرية ومقالاتها حول الوضع الفلسطيني بكافة جوانبه، لنقل ما يقوله العدو الاسرائيلي في وسائله الاعلامية للجمهور الفلسطيني. القناة الفضائية هذه تتميز بعدة اقسام يعمل فيها اشخاص ذوي خبرات متتعدة. القسم الاهم يأخذه قسمي الاخبار و البرامج  لما يشكلانه من عامل جذب للمشاهد تجاه هذه القناة الحديثة الولادة. وقسم الانتاج المسؤول عن الصورة و كيفية نقلها و بثها للمشاهدين، يسعى دائماً هو الاخر الى التطور التقني لبث صورة اكثر جمالاً. وبعد مرور ثلاث سنوات من العمل المتواصل لانطلاقة  الفضائية الاولى، فلسطين اليوم تشهد  انطلاقة جديدة تحوي تغيرات جذرية في محتوى البث الاخباري و التقني ، فالكثير من المفاجأت تحاول الفضائية ان تقدمها لمشاهديها . كتقديم برامج جديدة ذو طابع ممتع و مفيد  ستقدمها الفضائية للجمهور الفلسطيني لعلها تكسب رضى من كان بعيداً عن مشاهدتها . خطوات عدة يسعى القيمون على هذه الفضائية تحقيقها، حالمين بأن تكون العصى السحرية لرفع مستوى الفضائية الاعلامي ، كي تكون خدمة القضية الفلسطينية تطبق بشكل مهني اعلامي محترف.

تحقيق : لبيبة شريفة