بينما كان اللبنانيون مشغولون في توديع ال2013 وما حصل فيها من ويلات، واستقبال ال2014 وتحضير أنفسهم لويلاتٍ جديدة، سُرّبت أخبارٌ عن إنجازٍ أمني غير مسبوق حقّقه الجيش اللبناني بإلقاء القبض على أحد أهمّ وأخطر المطلوبين، أمير "كتائب عبد الله عزام" ، في عمليةٍ معقّدة لم يتمّ تأكيدها بشكلٍ رسمي لغاية الآن.

كتائب عبدالله عزام، وهي اسمٌ برز في لبنان في الفترة الأخيرة بعد تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت، بالإضافة إلى الاعتداءات الأخيرة على الجيش اللبناني في صيدا، وهي العملية التي تردد وقتها أن أحد أهدافها التمويه على عملية تهريب أمير كتائب عبد الله عزام من مخيم عين الحلوة الى شمال الليطاني. وتُعتبر هذه الكتائب فرعاً من تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة، بدأ عملياته العسكرية عام 2004 في مصر. ويتزعم هذه الكتائب، حسب ما أعلنت الكتائب نفسها في 19 كانون الأول الماضي "ماجد بن محمد الماجد" وهو سعودي الجنسية.

وفي التفاصيل أنه منذ أيام وتحديداً مساء الجمعة، أوقفت استخبارات  الجيش ماجد الماجد، على طريق الحازمية الفياضية بعد عمليات رصد ومراقبة وملاحقة لتحركاته منذ دخوله لبنان عبر الحدود السورية من جهة البقاع، حيث توجه إلى بيروت بمؤازرة مجموعة محلية  تدور في فلك تنظيمه. وكان ماجد الماجد الذي دخل لبنان بهوية سورية واسم مزور غادر يومها مستشفى المقاصد في بيروت بعد تلقيه علاج غسل للكلى متجهاً إلى البقاع، إلا أن الاستخبارات أوقفته في كمين في طريق المغادرة.

وكانت وكالة "فرانس برس" قد أفادت بأن غصن أعلن في حديث لها ان الجيش اللبناني أوقف ماجد الماجد زعيم مجموعة كتائب عبد الله عزام التي تبنت التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت في تشرين الثاني الماضي .
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن مصدر لبناني أن متشدداً سعودياً آخر اعتقل إلى جانب الماجد.

بينما سرعان ما نفى وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن ،عبر مكتبه الإعلامي، بأن يكون قد أدلى بأيّة معلومات من هذا النوع، مشيراً إلى أن بياناً رسمياً سيصدر فور جمع المعطيات المطلوبة والتأكد منها.

 وأفادت مصادر صحفية بأن استخبارات الجيش أكدت لها توقيف ماجد الماجد وبعد توقيفه، أبلغ القضاء اللبناني الدولة التي يحمل جنسيتها، أي المملكة العربية السعودية عن طريق سفارتها في بيروت. وأكدت مصادر واسعة الإطلاع لـ "الحياة" أن الماجد موجود الآن تحت الحراسة المشددة في أحد المستشفيات حيث يخضع للعلاج بسبب مرض في الكلى، مشيرة إلى أن التواصل بين السفير عسيري والسلطات اللبنانية يجري على قدم وساق. إلا أن الجهات المختصة لن تعلن اسمه رسمياً قبل التأكد من هويته بالكامل، من خلال التحقيق معه، و من خلال الإطلاع على سجلاته الطبية وإخضاعه لفحوص الحمض النووي. ويمكن أن نضع التكتم هذا في إطار التخوف من ردّات فعل "كتائب عبد الله عزام" بشكل خاص، والقاعدة بشكل عام، فماجد الماجد يمثل القاعدة في لبنان حسب ما أفادت بعض المصادر الأمنية وهو ليس مطلوباً فقط على المستوى اللبناني إنما هو مطلوب من قبل السعودية ومصر والأردن ودول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة.