ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة المملكة العربية السعودية أواخر شهر أيار الجاري، ما سيمثّل أكبر دفعة للعلاقات السعودية الأميركية في عهد الرئيس الجديد، واستكمالا لإزالة آثار حقبة الرئيس السابق باراك أوباما وما ألقته من ظلال الشك وعدم الثقة على العلاقات بين الرياض وواشنطن، وما مثلته من تهديد للتحالف التاريخي الذي جمعهما طيلة عشريات من الزمن
 

وستأخذ الزيارة بعدا إقليميا أشمل، عبر حضور مندوبين من دول خليجية وعربية أخرى اجتماعا مع ترامب في السعودية.

ونقلت صحيفة "العرب" عن مراقبين أنّ الزيارة لن تكون من دون نتائج على الملفات الإقليمية الراهنة، ولا سيما ملف التدخلات الإيرانية في المنطقة والذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لزيارة ترامب للسعودية، حيث تستدعي معالجة هذا الملف نقاشا مباشرا وعلى أعلى مستوى بين القيادتين السعودية والأميركية.

ولم تستبعد مصادر سياسية لـ"العرب" أن تكون الخطوات العملية لإنشاء تحالف مضاد لطهران في المنطقة يضم السعودية، على رأس أجندة زيارة ترامب المرتقبة للمملكة. كما لم تستبعد أن تكون عملية تمويل ذلك التحالف، ضمن جدول المواضيع التي سيطرحها الرئيس الأميركي على القيادة السعودية، وهي مسألة جوهرية بالنسبة إليه لم يتردّد في وقت سابق في إثارتها بشكل صريح، حين قال في مقابلة مع وكالة رويترز إنّ على الرياض أن تعامل واشنطن بعدالة معتبرا أن بلاده "تخسر كما هائلا من المال" للدفاع عن المملكة. وهو ما اعتبره معلقون أميركيون أمرا منطقيا في شروط العلاقات الدولية الراهنة، بالنظر إلى أن العامل المالي يجب أن يكون حاضرا وشفافا لصيانة التحالفات وتحصين أي عمل مشترك، ولا سيما في شؤون الدفاع والأمن.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الخميس، إن أول جولة خارجية لدونالد ترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة ستتضمن زيارة إلى المملكة العربية السعودية والفاتيكان وإسرائيل.

ويؤكّد خبراء الشؤون الأميركية هذا المنحى مشدّدين على أنَّ الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بصدد العودة بقوّة إلى حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيحد من دور إيران في المنطقة، بعد أن كانت خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما قد أوجدت لنفسها مساحة كبيرة في بعض البلدان كاليمن وسوريا إلا أنها لن تكون كذلك في ظل الإدارة الجديدة.

ويبرز التعاون الدفاعي بين السعودية والولايات المتّحدة كأهم عناوين لتوثيق العلاقات بين البلدين، في تناسب مع متطلّبات المرحلة وما تتميّز به إقليميا من عدم استقرار ومن مخاطر وتهديدات مصدرها تنظيمات إرهابية وبعض الدول على رأسها إيران، التي يبدو التصدّي لسياساتها وأنشطتها في المنطقة محور نقاش بين واشنطن وعدد من عواصم الخليج من ضمنها الرياض.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بمناسبة زيارته الرياض الشهر الماضي إن "علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر ومنعها من تشكيل مجموعة أخرى مثل حزب الله. والنتيجة النهائية هي أننا على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك".

توازيًا أشارت صحيفة "الحياة" الى أنّ الإدارة الأميركية إلى ثلاثة أهداف استراتيجية للزيارة، هي التصدي لإيران ومواجهة داعش ومشاركة الأعباء.

ولفتت الى أنّ ترامب سيتوجّه من السعودية إلى إسرائيل، حيث سيزور القدس المحتلة، وقد يلقي خطاباً شرق أوسطياً من هناك. ولم يغلق المسؤول الأميركي الباب على احتمال عقد لقاء ثلاثي بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن ترامب سيزور بيت لحم ويلتقي الرئيس الفلسطيني هناك.

 

(العرب - الحياة)