تحدثت الإستخبارات الإسرائيليّة في تقرير لها أنّ إيران باتت تعتبر النّظام السوري عبئاّ على الإقتصاد الإيراني.
وكما قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي بارز, أنّ مطالب النّظام السّوري من إيران بتوريد النّفط بشكل مجاني وبدون مقابل جعل إيران تضيق ذرعاً به.
وقد قال العقيد "أ" في "لواء الأبحاث" في شعبة الإستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة "أمان"(جهاز إستخباراتي إسرائيلي مسؤول عن تزويد الحكومة الإسرائيليّة بالتّقييمات الإستراتيجيّة) وهو مختص في ملف إيران وسوريا أنّ إيران قبل رفع العقوبات لم يكن لديها مانع في خصوص تزويد النّظام السّوري بالنّفط دون مقابل تحت اعتبار أن النّفط آنذاك ليس هناك من يشتريه أصلاً. 
وأوضح العقيد "أ" أن الواقع الإقتصادي الصّعب في إيران دفعهم إلى إدراك حقيقة أن العلاقة مع نظام الأسد باتت تشكّل عبئاً إقتصاديّاً على إيران معتبرين أنّه بإمكانهم بيع النّفط والحصول على مقابل بيعه بغية تحسين الوضع الإقتصادي الإيراني بدل إعطائه للأسد مجاناً ودون مقابل. 
وقال العقيد "أ" خلال المقابلة الّتي أجرتها معه صحيفة "معاريف" والّتي نشرت اليوم أنّ إيران خسرت المئات من الضّباط والجنود الإيرانيين في سوريا ممّا دفعها إلى تخفيض عدد القوات الإيرانيّة في سوريا من 2500 إلى 1500 إلى 1000

إقرأ أيضاً: عقوبات أميركية جديدة على حزب الله ستكون الأقسى

وكما قال العقيد "أ" أنّ إيران تستعيض عن مشاركة قواتها في الحرب الدّائرة في سوريا عبر تجنيد متطوّعين شيعة غير إيرانيين من جنسيّات أفغانيّة وباكستانيّة. 
وفي أساليب التجنيد التي تعتمدها الحكومة الإيرانيّة قال العقيد "أ" أن الجّنود الشّيعة ألأفغانيين والباكستانيين هم "مقيمون غير قانونيون" داخل إيران قامت إيران بمساومتهم على المشاركة الحرب السّورية على أن يتم تسوية أوضاعهم وأوضاع عوائلهم القانونيّة وعلى أن يحصلوا على جواز السّفر الإيراني فور رجوعهم من سوريا.
وإنّ إيران حسبما قال العقيد "أ" قامت في سوريا بإنشاء هيئة حكم عسكريّة مهمتها إدارة القوات العسكريّة الشيعيّة ومن ضمنها "حزب الله". 

إقرأ أيضاً: سفير إيران السابق لدى الجزائر: على إيران أن تتخلى عن الأسد

وأشار العقيد "أ" إلى أن الجهود الحربيّة الهادفة إلى إنقاذ نظام الأسد تتم من خلال هيئة تنسيق عسكرية مشتركة تمّ إنشاؤها تضم ممثّلين عن الروس والإيرانيين وجيش الأسد، مشيرا إلى أن هذه الهيئة تتولّى عملياً تخطيط وإدارة المعارك ضد قوى المعارضة.
وأنّ رغم الإنتصارات الّتي حقّقها النّظام السّوري في الآونة الأخيرة حسبما أشار "أ" تبْقى لديه مشكلة رئيسيّة وهي الحفاظ على الأراضي التي يسيطر عليها بسبب إنخفاض مخزون الجنود لديه. 
وأشار إلى أنّ استخدام السّلاح الكيماوي في "خان شيخون" جاء بسبب الإحباط من توجه المعارضة لفتح مواجهات في محيط دمشق وحماة عبر ما أضافه: "في كل مرة تقوم المعارضة بفتح جبهة جديدة ضد النظام يظهر عجزه".