تبادل المختطفين تم بوساطة لبنانية وتنسيق كويتي، والإفراج تزامن مع خروج مقاتلي حزب الله اللبناني من كفريا والفوعة.
 

كشف مصدر في الحكومة العراقية لـ”العرب” أن رئيس الوزراء حيدر العبادي تدخل لإفشال صفقة إطلاق القطريين المختطفين، وإحراج فصائل الحشد الشعبي.

ووضع العبادي المفاوضين القطريين في قصر الضيافة بالمنطقة الخضراء وطلب منهم الصبر وعدم التفاوض مع أطراف لا تعرفها الحكومة العراقية.

وتحدث أبومهدي المهندس وهادي العامري القياديان في الحشد الشعبي المقربان من إيران، مع العبادي لتمرير الصفقة، بعد أن لوّح بمحاكمة أيّ شخص يحاول تنفيذ أجندة غير عراقية على الأرض العراقية.

وأكد المصدر أن أطرافا إيرانية وسورية دخلت على خط المفاوضات مع العبادي لإرضائه.

وأفرجت الجهة الخاطفة عن الصيادين القطريين الـ26 المحتجزين في العراق منذ 16 شهرا بوساطة لبنانية وتنسيق كويتي وإشراف عراقي، وذلك بعد الانتهاء من عمليات إجلاء الآلاف من الأشخاص من بلدات محاصرة في سوريا بينهم المئات من عناصر حزب الله اللبناني كشرط لإطلاق سراح القطريين.

ووفقا لتسريبات مصادر عراقية فإن هذا الاتفاق ارتبط بصفقة تتضمن السماح بمغادرة مقاتلين تابعين لحزب الله اللبناني منطقتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل المعارضة في سوريا.

وعلمت “العرب” أن المختطفين القطريين نقلوا من موقع احتجازهم المجهول قرب الحدود العراقية مع إيران إلى منطقة اليوسفية في جنوب بغداد الاثنين الماضي، بعد تقدم مفاوضات إطلاق سراحهم بالتزامن مع تنفيذ اتفاق خروج المقاتلين من كفريا والفوعة لينقلوا بعد ذلك إلى “موقع ضيافة” في المنطقة الخضراء ببغداد بإشراف رئيس الوزراء العراقي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي.

ووفقا لمصادر “العرب” فإن السفير الكويتي في بغداد سالم غصاب الزمانان، كان على اطّلاع تام على تطورات نقل المختطفين القطريين إلى موقع تسليمهم، لينقلوا بمواكبة أمنية إلى مطار بغداد، حيث تنتظر طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية القطرية منذ خمسة أيام لنقل المختطفين إلى قطر.

وكشفت المصادر أن “الوسيط الأساس في صفقة إطلاق سراح المختطفين القطريين هو المدير العام للأمن اللبناني عباس إبراهيم الذي تولّى تنسيق التواصل بين السلطات القطرية والمجموعة الخاطفة عن طريق حزب الله اللبناني”.

وقالت المصادر إن صفقة إطلاق سراح القطريين تتضمن وصول الحافلة الأخيرة من بين 98 لتنقل مقاتلين تابعين لحزب الله اللبناني من كفريا والفوعة إلى مواقع يسيطر عليها الجيش السوري في مدينة حلب.

وكانت تقارير صحافية تحدثت عن أن الاتفاق عقد بين ممثلين عن «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» من جهة، وإيران و«حزب الله» من جهة أخرى، برعاية قطرية، بعد سلسلة من المفاوضات توقفت عدة مرات.

ووفقا لمصادر “العرب” فإن إطلاق سراح القطريين كان يفترض أن يتم قبل 25 يوما، لكن مغالاة الخاطفين في المطالب المالية أخّرت تنفيذ الصفقة.

وكان شيخ قطري قد دفع مليوني دولار لإحدى الشركات الأميركية للتأكد من سلامة أقارب له اختطفوا في العراق.

وذكر تقرير سابق لوكالة أسوشيتد برس أن عملية دفع المال تم الكشف عنها عبر وثائق لوزارة العدل الأميركية.

وسلطت الوكالة الضوء على عالم المفاوضات السرية المتعلق بالرهائن في الشرق الأوسط في قضية تشمل اتصالات مشفرة عبر الإنترنت ووعودا بدفع الملايين من الدولارات على هيئة فديات.

وكان القطريون الـ26 ضمن مجموعة تقوم برحلة صيد في العراق واختطفوا في ديسمبر 2015 من قبل نحو 100 مسلح في الصحراء جنوبي العراق بالقرب من الحدود السعودية.