رفض «التحالف الوطني» الشيعي مضي إقليم كردستان بإجراءات الاستفتاء على الاستقلال عن العراق، وأعلن أن إسرائيل وحدها ستعترف بدولة كردية، فيما جدد رئيس الإقليم مسعود بارزاني عزمه على إجراء الاستفتاء، على رغم الاعتراضات.
وأكد رئيس «التحالف» عمار الحكيم معارضة «الخطط الكردية للاستقلال عن العراق بعد هزيمة داعش». وأضاف في تصريحات من القاهرة نقلتها وكالة «رويترز»: «إذا حدث الاستفتاء فإن ذلك سيكون من جانب واحد». وأضاف: «نعتقد أن سياسة الحقائق المنجزة (الأمر الواقع) وترسيم الحدود بالدم لم تنجح في أي بلد في العالم ولن تحقق نتائج جيدة في العراق»، مشيراً إلى تلقي الحكومة «تأكيدات أميركية بالحفاظ على وحدة البلاد». وتابع أنه اقترح خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى الثلثاء الماضي «استضافة اجتماع إقليمي لإيجاد خطط مشتركة تمهيداً لإنهاء الصراع الطائفي المستعر منذ عام 2011». وأوضح أن «الاجتماع الذي سيضم العراق وإيران وتركيا والسعودية ومصر سيسعى إلى تحديد مجالات نفوذ كل منها وكذلك مجالات التعاون ضد الإرهاب».
وكان الحكيم أعلن في مقابلة تلفزيونية أن «قيام دولة كردية سيدفع البلاد إلى التجزئة ويشجع كل طرف على المطالبة بإقليم ثم بالاستقلال، والعراق غير مهيأ لهذا الأمر». وقال إنه لا يعرف «غير إسرائيل يمكن أن تعترف بدولة كردية إذا أعلنت في الوقت الراهن»، وأعلن: «تلقينا تشديدات وتأكيداً من الإدارة الأميركية الجديدة والإدارات السابقة على وحدة العراق».
إلى ذلك، أعلن بارزاني أنه ماض في إجراء الاستفتاء على الاستقلال، وأن «هناك أطرافاً معينة (لم يسمها) تعمل على ذلك». وقال خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل: «لقد تقرر إجراء الاستفتاء، وتعمل الأطراف المعنية على تحديد مراحل هذه العملية، وأعتقد أن الذين لديهم انتقادات على الاستفتاء لم يفهموا الوضع جيداً حتى الآن، فنحن نريد إيصال رأي الشعب الكردستاني إلى العالم أجمع، وسنناقش ونتحاور مع الحكومة الاتحادية ومع كل الأطراف الأخرى، فالوصول إلى فهم بعضنا بعضاً يصب في مصلحة الشعبين الكردي والعربي وكل الشعوب في المنطقة».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال خلال مؤتمر صحافي، إن «طموحات الأكراد في إنشاء دولتهم حق مشروع، لكن إجراء استفتاء حول هذه المسألة في هذا الوقت ليس من مصلحتهم».
وأشار إلى «عدم جدوى إجراء استفتاء على الاستقلال عن العراق في هذا الوقت، في ظل الحرب على داعش، ومع استمرار تأزم الوضع الإقليمي، واعتبار بعض دول الجوار أن ذلك يشكل تهديداً لأمنها القومي، ما سيؤدي إلى نزاع أو مشكلات وتأزم العلاقة بين الإقليم وبقية مناطق العراق».