رياضياً فاز المنتخب اللبناني أمس ولم يخذل جمهوره الذي توحد في مشهدٍ وطني، أما سياسياً كالعادة انقسمت الآراء السياسية بين مؤيدة ومعارضة، وسادت ردود فعل مستغربة من رسالة سياسية غير متوقعة إلى القمة العربية في الأردن التي ستعقد اليوم. وما بين الأمس واليوم نحتاج إلى مشهد وحدة الشعب اللبناني في كل يوم.
 

توحد المشهد اللبناني أمس بتوحد الجمهور اللبناني الذي نزل لتشجيع منتخبه تاركاً خلافاته الرياضية التنافسية وتمسكه بفريقه المفضل، وقبل بتعدد الألوان الحمراء والصفراء والزرقاء والخضراء في فريقٍ واحد صُبغ فيه لون العلم اللبناني. وهذه المرة ككل مرة أخلص الجمهور اللبناني لمنتخبه الذي لم يخذله أبداً وانتصر له، لعل اللبنانيين وجدوا خلف يأسهم ومعاناتهم من دولتهم وضرائبها وقراراتها متنفساً ونوعا آخر من الفوز ليقفوا يداً واحدة على أمل أن يقف زعماؤهم تلك الوقفة إثر آراء وتوجهات سياسية مختلفة حول المشاركة في  القمة العربية في الأردن. وما كان غير متوقع أمس رسالة الرؤساء الخمسة المتمثلة بكل من أمين جميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة، تمام سلام، ونجيب ميقاتي؛ تلك الرسالة التي لاقت ردود فعل سلبية وإيجابية في نفس الوقت ليعتبرها أصحابها نداءً وإلتزامات عدة لا تعبر سوى عن وجهة نظرهم بالأوضاع الحاضرة في لبنان والمنطقة.
إقرأ أيضاً: حزب الله يستنفر ضد رسالة الرؤساء الخمسة
في ما إستغرب البعض من مضمون تلك الرسالة وإرسالها في هذا الوقت ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري التعبير عن استيائه من تلك الرسالة، وكذلك اعتبرت أطراف سياسية أخرى "ان الرسالة تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط الذين باتوا رؤساء سابقين، والرئيس الحالي في هذه المرحلة هو من يتولى هذه المهمة" حسب رأيهم. في ما أيد البعض الآخر توجهات هذه الرسالة باعتبارها حق في التعبير.
أما رئيس الحكومة سعد الحريري عبر عن عدم إطلاعه على مضمون الرسالة بعد، موضحاً أنها تمثل وجهة نظر أصحابها معتبراً نفسه الممثل الوحيد للبنان في القمة العربية بالإشتراك مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

ومن التمثيل السياسي في القمة اليوم، تمثيل وطني نجح بالأمس، نجح بتكاتف الشعب اللبناني ودمج الألوان الرياضية التي لطالما لونتها الأحزاب السياسية. أما الجمهور اللبناني بوجوده على مدرجات الملعب أكد أنه تخلى عن الألوان السياسية في تلك المباراة تحت شعار "لبنان أولاً".