إعادة المياه إلى مجاريها بين لبنان والعرب  ,عون يفتح أبواب لبنان للإخوة

 

النهار :

يعود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد الوزاري المرافق له اليوم من زيارتيه الخارجيتين الاوليين للمملكة العربية السعودية وقطر بنتائج مبدئية ايجابية حقق عبرها نقلة نوعية في تبديل مناخ العلاقات اللبنانية مع دول الخليج عموماً، ولكن تبقى مفاصل تنفيذية في ترجمة هذه النتائج عالقة على استكمال الاتصالات عبر القنوات الديبلوماسية لترقب مدى الأثر الذي تركته الزيارتان. ولم يختلف مشهد الحفاوة بالرئيس اللبناني امس في الدوحة عما شهدته المحطة السعودية وخصوصاً من حيث طي صفحة الجفاء السابقة من خلال المحادثات التي اجراها الرئيس عون مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني والتي تتلخص نتائجها بالاتفاق على احياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي حكومتيهما، على ان تعقد اجتماعها المقبل في الدوحة، وابداء امير قطر استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان وتشجيع المستثمرين القطريين على ذلك. كما تمنى الرئيس عون على مضيفه ان تواصل قطر جهودها للمساعدة في جلاء مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين والمطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب ووعد الامير بمواصلة الجهود في هذا الملف على دقته وحساسيته. وبدت لافتة اشارة أمير قطر الى ان "لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وان خيار انتخاب الرئيس عون هو أفضل خيار لان الرئيس عون سيقود البلاد الى بر الأمان".
وعلمت "النهار" ان الرئيس عون ادلى مساء بحديث الى محطة "الجزيرة " القطرية ستبثه اليوم تناول فيه مجموعة من القضايا والملفات الاقليمية والداخلية ومن العناوين البارزة التي تطرق اليها قوله ان الهبة السعودية المجمدة للجيش اللبناني هي "أمر معقد ولم يحسم " خلال زيارته للمملكة. كما أكد ان الانتخابات النيابية المقبلة لن تجرى الا بقانون انتخاب جديد وليس على أساس قانون الستين. واعتبر ان موضوع تدخل "حزب الله " في سوريا لم يعد مطروحاً للنقاش في الوقت الحاضر وهو امر يفوق قدرة لبنان، ولم يستبعد طرح موضوع اللاجئين السوريين على أعلى المستويات مع النظام السوري بعد التوافق الداخلي.
وللمرة الاولى منذ تشكيل الحكومة رأس رئيس الوزراء سعد الحريري أمس الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في السرايا وحرص في مداخلته الافتتاحية على الاشادة بكلام الرئيس عون في الرياض والذي وصفه بانه "يعبر بأمانة وصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة اللبنانية تجاه الأشقاء العرب". ورأى ان زيارة السعودية وقطر " خطوة مهمة على طريق تعميق العلاقات وازلة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية وكانت زيارة تاريخية وناجحة بكل معايير النجاح ".

 

أمن الطيران
ومع ان الجلسة اتسمت بطابع روتيني وارجئت قرارات تتعلق بملف النفط لغياب عدد من الوزراء، فان موضوعاً طارئاً فرض اولوياته على الحكومة وهو يتعلق بتنامي الخطر على الملاحة الجوية في محيط مطار رفيق الحريري الدولي جراء كثافة تحليق طيور النورس فوق مطمر "الكوستابرافا" الملاصق لمنطقة المطار. وكان رئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط أثار هذا الخطر بتغريدة دعا فيها الى ابعاد مكب النفايات عن مطار بيروت " أيا يكن الثمن لئلا تقع الكارثة، "لافتاً الى "اننا شارفنا الكارثة بالامس"، مشيرا بذلك الى حادث مواجهة طائرة كانت تحط في المطار رفاً من الطيور امكنها تجنبه. واجتمع الحريري بعد الجلسة بوزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس الذي أوضح ان رئيس الوزراء طلب من مجلس الانماء والاعمار القيام بكل ما يلزم لابعاد الطيور عن المطار. وأضاف الاجهزة الموضوعة في المكب والمطار لابعاد الطيور لا تكفي ولذا قرر الرئيس الحريري زيادة عدد الآلات أما نقل المطمر فيعود الى وزارة البيئة.
لكن تطوراً بارزاً طرأ على هذا الملف مساء وتمثل في اصدار قاضي الامور المستعجلة في جبل لبنان حسن حمدان قراراً باقفال مطمر "الكوستابرافا" ومنع ادخال النفايات اليه موقتا بسبب وجود طيور النورس. وتضمن القرار "الوقف الكلي لعملية نقل النفايات الى المركز الموقت للطمر الصحي في منطقة الغدير – مطمر الكوستابرافا – الى حين ورود جواب كل من وزارتي الصحة والزراعة والمديرية العامة للطيران المدني على ان ينظر حينئذ في جدوى تمديد الوقف. وابقاء الاعمال الجارية في المطمر قائمة تحت اشراف من ينتدبه وزير البيئة على قاعدة الاشراف الفني فقط بغرض تخفيف أي وجود لخطر الطيور في محيط مطار رفيق الحريري الدولي وداخل المطار من دون المساس بالزامية العقود المبرمة ما بين الادارة والمتعهد المعني بصدور المرسوم في بند وقف نقل النفايات ".

 

هيئة مكتب المجلس
الى ذلك تعقد هيئة مكتب مجلس النواب اجتماعها الاول ضمن العقد الاستثنائي للمجلس اليوم برئاسة رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة لبرمجة اقتراحات القوانين والمشاريع ضمن العقد ومنها مشاريع القوانين الانتخابية ومشروع الموازنة العامة. واوضح بري عشية الاجتماع ان المجلس مقبل على ورشة عمل ناشطة وكثيفة في التشريع والرقابة وانه عازم على عقد جلسات محاسبة كثيفة للوزارات عدا الجلسات التشريعية. وفي موضوع قانون الانتخاب نبه الى ان "الوقت بات يدهمنا والمطلوب انجاز قانون جديد في أسرع وقت "

 

 

المستقبل :

بين الرياض والدوحة، نجح لبنان الرسمي في إعادة ضخ الروح في ذاته العربية معيداً بشخص رئيسه تصويب البوصلة الوطنية نحو عروبة الهوية والانتماء، إن عبر تحديد وجهة العهد الخارجية الأولى نحو قبلة العرب أو من خلال تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ختام جولته العربية على «عودة لبنان إلى وجهه الصحيح والطريق الصحيح». وفي بيروت، كان مجلس الوزراء بشخص رئيسه سعد الحريري يعكس مدى الارتياح الوطني لنجاح هذه الجولة و«لأمانة وصدق كلام فخامة الرئيس تعبيراً عن موقف الدولة اللبنانية تجاه الأشقاء العرب»، وسط تشديد الحريري على أنّ «زيارة السعودية وقطر خطوة مهمة على طريق تعميق العلاقات وإزالة الالتباسات»، سيما وأنّ «الزيارة كانت تاريخية وناجحة بكل معايير النجاح»، مع الإشادة «بالمحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تجاه لبنان وفخامة الرئيس واللبنانيين عموماً»، خصوصاً وأنها «ليست غريبة على المملكة وقيادتها التي وقفت على الدوام إلى جانب لبنان 

وشعبه وكانت النصير الأول لأمنه واستقراره وسلامة العيش المشترك بين أبنائه بعيداً عن التدخل الخارجي».

وكان عون قد انتقل أمس من الرياض إلى الدوحة، حيث استقبله الأمير تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري وبعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية، عقدا اجتماعاً موسعاً مع الوفد المرافق وكبار المسؤولين القطريين جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها، تلته خلوة بين عون وأمير قطر. وخلال المحادثات، نوّه آل ثاني بدخول لبنان في «مرحلة جديدة» وبانتخاب عون رئيساً للجمهورية بوصفه «أفضل خيار لأنه سيقود البلاد إلى بر الأمان»، معرباً عن تقديره للبنان الذي «واجه الكثير من الصعوبات والتحديات لكنه استطاع أن يتجاوزها وكان أقوى من الظروف التي أحاطت به».

بدوره، شكر رئيس الجمهورية أمير قطر على حفاوة الاستقبال، داعياً إياه لزيارة لبنان حيث طمأنه إلى أنّ «الوضع خطا خطوات مهمة نحو التقدم وتجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الأساسية بروح من الحوار والإيجابية»، مع استعراضه في الوقت عينه «الوضع الأمني المستتب والإنجازات التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب».

وبعد التداول في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كان تأكيد مشترك على ضرورة تطويرها، بحيث أبدى آل ثاني استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان وتشجيعه المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه. كما اتفق مع عون على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي حكومتي البلدين. في حين تمنى عون على أمير قطر أن تواصل بلاده جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب «سيما وأنه كان لها مساهمة فاعلة في الإفراج عن مخطوفين سابقين»، فكان وعد من الأمير تميم بمواصلة الجهود في هذا المجال على رغم دقة الموضوع وحساسيته. وبعد انتهاء المحادثات، أقام أمير قطر مأدبة غداء تكريمية على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، استكملت خلالها المحادثات بين الجانبين، ثم رافق آل ثاني عون إلى مدخل الديوان الأميري مودعاً. 

ومساءً، التقى رئيس الجمهورية حشداً من أبناء الجالية اللبنانية في قطر خلال حفل استقبال أقامه على شرفه السفير اللبناني حسن نجم في فندق الشيراتون، حيث كانت كلمة لعون طمأن فيها مواطنيه إلى تماسك اللبنانيين واجتماعهم «ضمن تفاهم وطني كبير لبناء لبنان والعودة به إلى وجهه الصحيح»، مؤكداً أنّ جولته العربية هي «لتصفية الأوضاع وترميم العلاقات وإعادتها إلى مسارها الصحيح بجو من الصفاء والمحبة والاحترام المتبادل»، وأردف: «جميع المؤشرات في بداية هذا العهد تدل على أنّ لبنان أخذ الطريق الصحيح (...) وهدفنا اليوم بناء دولة تحترم القوانين والأهداف الأساسية للبنان وهي ازدهاره وصناعته وتجارته وسياحته وتثمير الثروة الطبيعية، ولذلك كانت بداية قراراتنا إصدار مرسوم يتيح للبنان التنقيب عن نفطه وغازه»

 

الديار :

فتح فخامة الرئيس العماد ميشال عون صفحة جديدة من العلاقات بين لبنان والسعودية، وتحسنت العلاقات وفق الوعود السعودية، لان لبنان يريد هذه العلاقات ان تعود الى سابق ايامها، التي كانت فيها جيدة والتعاون كان جيداً بين لبنان والسعودية، لكن لم يصدر اعلان رسمي عن إعادة الهبة العسكرية للجيش اللبناني من قبل السعودية، بل تم القول انه تم البحث بحل جزئي لصفقة الثلاثة مليارات أسلحة تم التوصية عليها من فرنسا الى لبنان. ويبقى السر عند العماد ميشال عون وعند الملك سلمان في هذا الشأن. 
اما بالنسبة الى الوزراء المرافقين للعماد ميشال عون، فانهم كانوا مرتاحين للمفاوضات مع زملائهم في السعودية، وانتقل صباح امس فخامة الرئيس العماد ميشال عون الى قطر، حيث بحث مع امير قطر العلاقات المشتركة بين قطر ولبنان، وحصل العماد ميشال عون من قطر ومن السعودية على وعد بالاستثمار في لبنان، وعلى قرارات ستصدر عن الرياض والدوحة بالسماح للسعوديين والقطريين بالذهاب الى لبنان وعودة السياحة الخليجية بين الخليج ولبنان من اجل تحسين الوضع الاقتصادي اللبناني عبر هذه السياحة.
كذلك تمنى فخامة الرئيس العماد ميشال عون على امير قطر التدخل لحل مسألة العسكريين المخطوفين لدى داعش، والمطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والصحافي سمير كساب، ووعد امير قطر بالعمل على ذلك،  مع ملاحظته ان الموضوع دقيق وحذر جدا، وما يمكن ان تفعله قطر ستفعله في هذا المجال.
الملاحظ انه لم يصدر بيان رسمي في نهاية الزيارة اللبنانية للسعودية، ولا في نهاية الزيارة الى قطر، بل تصريحات عامة، لكن العماد ميشال عون استطاع فتح صفحة جديدة عربية خليجية بين السعودية وقطر من جهة ولبنان من جهة أخرى.
ويبقى التنفيذ بنوايا الدوحة والرياض حيال لبنان ونظرتهما الى العلاقة، لان نية لبنان طيبة جدا ويريد هذه العلاقة، اما ما هي نية السعودية الحقيقية الباطنية وما هي حقيقة سياسة قطر الباطنية فستظهر في الأشهر المقبلة اذا كانت قطر والسعودية ستصدران قرارا يطلب من مواطنيهما السفر الى لبنان وانه بلد آمن ويمكنهم زيارته دون حذر. كذلك ستظهر بالنسبة الى المساعدات والتجارة بين لبنان من جهة والسعودية وقطر من جهة أخرى.
ولا يبدو انه تم البحث بباريس - 4 اذ سيعقد في باريس هذه السنة لان قطر والسعودية يمكن ان تكونا من الدول المانحة لكن السعودية تعيش ازمة اقتصادية انما قطر بإمكانها تقديم مليارات اذا قررت ذلك الى لبنان. لكن لم يصدر أي إشارة عن موضوع مساعدة لبنان بقروض او بمشاريع او بهبات او حتى بودائع تودع بتصرف المصرف المركزي، مع ان مصرف لبنان المركزي ليس بحاجة الى ودائع من قطر والسعودية.
انما يمكن من خلال الزيارة القول، ان السعودية وقطر أعطتا الضوء الأخضر للعماد ميشال عون باعترافهما وتأييدهما لانتخابه رئيسا للجمهورية، وانهما وعدتا بالمساعدة، لكنهما ستنتظران كيفية اتّباع لبنان سياسته الخارجية والداخلية، وعلى هذا الأساس ستتصرف السعودية وقطر، فاذا رآتا ان سياسة العماد ميشال عون وضعت لبنان في دول عدم الانحياز ولم يقترب كثيرا من ايران، فانهما ستساعدانه، اما اذا كان النفوذ الإيراني قوياً جداً، وبالتحديد عبر حزب الله، فان السعودية لن تساعد رغم وعودها، وبالنسبة الى قطر، فانها تنسق مع السعودية في سياستها حيال لبنان. 
وعلى كل حال، ستنتظر السعودية وقطر وصول الرئيس الأميركي الجديد ترامب الى السلطة وواشنطن هي التي ستعطي الضوء الأخضر للسعودية وقطر كي تساعدا لبنان او لا تساعدانه، وفي ضمن اية حدود. وأميركا تراقب نفوذ حزب الله ضمن الدولة اللبنانية ونفوذ ايران، ولكن خاصة حزب الله لان واشنطن تعتبر مصلحة إسرائيل أولا، وبالتالي، فان واشنطن اذا طلبت من السعودية وقطر مساعدة لبنان فستكون العلاقات ممتازة في العمق، اما اذا لم تعط واشنطن الضوء الأخضر لمساعدة لبنان فستكون العلاقات جيدة بين لبنان من جهة والسعودية وقطر من جهة أخرى، ولكن على مستوى السياحة وعلى مستوى التجارة فقط دون مساعدات حقيقية تقدمها قطر والسعودية الى لبنان، ليستعيد ازدهاره واستثماراته من السعودية وقطر.

 

الجمهورية :

يتأهّب لبنان للدخول في محطتين انتظاريتين، الأولى لترقّبِ نتائج زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى كلّ من السعودية وقطر وترجمة الإيجابيات والوعود التي قطعتها الرياض والدوحة دعماً للبنان في مجالات متعدّدة. وأمّا المحطة الثانية، وهي الأساس فتتجلى في الملف الانتخابي ومحاولة استخراج قانون جديد من باطن التعقيدات والانقسام السياسي حوله.

الواضح أنّ الأجواء الآتية من العاصمتين السعودية والقطرية تعكس رغبة البلدين في دعم لبنان وانفتاحاً على علاقات يحكمها الودّ والتعاون، وهو ما تبَلّغه رئيس الجمهورية مباشرةً من قبَل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك من امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. خلال المحطة الثانية في الدوحة.

وبحسب الانباء الواردة من العاصمة القطرية انّ رئيس الجمهورية احيطَ برعاية ملحوظة من قبَل المسؤولين القطريين وفي مقدّمهم الامير تميم، وانعكسَ ذلك في المحادثات الرسمية التي جرت في الديوان الأميري بين عون والامير تميم، وعكسَت حرص الطرفين على تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوجّه الجانب القطري بوعد الامير تميم بتلبية دعوة رئيس الجمهورية لزيارة لبنان، وبإعلانه استعدادَ قطر للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه.

وعرض عون والامير تميم موضوع انتقال اللبنانيين الى قطر، وكان توافقٌ على درس هذا الامر بعناية وايجابية. وتم الاتفاق بين الجانبين على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسَي الحكومة في لبنان وقطر، على ان يتمّ التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع.

وتمنّى عون على الامير القطري ان تواصلَ بلاده جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب. فوعد الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته.

واعتبر انّ لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وأنّ خيار انتخاب الرئيس عون هو افضل خيار لأنّ الرئيس عون سيقود البلاد الى برّ الأمان.

وساطة؟!

وكان اللافت للانتباه على هامش زيارة عون الخليجية، الدخول الايراني على خطها، عبر الحديث عن «وساطة» قام بها رئيس الجمهورية ما بين السعودية وايران لتخفيف حدّة التوتر بينهما. ولم يصدر أيّ تأكيد لبناني لهذا الكلام وكذلك من الجانب السعودي.

وفي الدخول الايراني انّ مصدراً مسؤولاً في الخارجية الإيرانية، ابلغ موقع «بارس نيوز»، ترحيبَ بلاده بزيارة عون إلى السعودية، مشيرًا إلى أنّ عون سيحاول التوسّط بين طهران والرياض لتخفيف حدّة الخلافات بين البلدين.

وأشار المصدر إلى أنّ زيارة عون إلى السعودية «ستكون فعّالة»، وقال: «إنّ طهران تنتظر الموقف السعودي تجاه الوساطة التي سيطرحها (عون) في الرياض من أجل تخفيف حدة التوتر مع إيران».

عون

إلى ذلك، وفي حديث الى محطة «العربية» أكّد عون «أنّ لبنان لم يقم بأيّ عمل يضرّ بمصلحة عربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية». وقال «إنّ الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يُستخدم في الداخل»، مشيراً إلى «أنّ وجود السلاح كان مرتبطاً بظروف دقيقة».

وأوضح أنه «لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، لأنّ هذا الدور أصبح جزءاً من أزمة الشرق الأوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والإيرانيون».

الحريري

إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري انّ زيارة السعودية وقطر «خطوة مهمّة على طريق تعميق العلاقات وإزالة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية» وأكد الحريري انّ «فخامة الرئيس امينٌ على هذه المسؤولية وسنكون الى جانبه في كل ما يخدم مصلحة لبنان ودوره المميز بين اشقّائه».

وقال: الزيارة كانت تاريخية وناجحة بكلّ معايير النجاح، وإنّ المحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه لبنان والرئيس عون وتجاه اللبنانيين عموماً، ليست غريبة على المملكة وقيادتها التي وقفَت على الدوام الى جانب لبنان وشعبه وكانت النصيرَ الاول لأمنه واستقراره وسلامة العيش المشترك بين ابنائه، بعيداً عن التدخّل الخارجي.

السبهان

في السياق ذاته، وصَف وزير المملكة العربية السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان في مداخلةٍ هاتفية مع قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية، علاقةَ السعودية بلبنان بالتاريخية، ومستمرّة منذ عهد الملك عبدالعزيز.

وقال السبهان إنّ ما يميّز زيارة عون للمملكة هو «أنّها أتت في ظروف دقيقة جداً، وإعادة لروح العلاقات العربية المشتركة، وهذه الزيارة، هي أول زيارة يقوم بها الرئيس ميشال عون للمملكة، ولها دلالات واضحة على أهمية واستراتيجية العلاقات السعودية اللبنانية، ولقد كان هناك ارتياح تامّ من قبَل القيادة السعودية والقيادة اللبنانية على سير هذه المباحثات».

وأكد السبهان انّ «لبنان بلد عربي، وسيبقى عربياً كما هو حال جميع الدول العربية، ولا يخرج أبداً عن الحضن العربي، نحن نقدّر الظروف التي مرّ بها لبنان في المراحل السابقة والأحداث التي تجري في المنطقة التي تحيط به.

«حزب الله»

ومِن طهران، أكّد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيّد ابراهيم امين السيّد انّ زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية، هي زيارة طبيعية وعادية لأنّ لبنان ضمن جامعة الدول العربية. وأعتقد انّه ستكون له زيارات الى دول عربية وغير عربية.

وحول المساعدات العسكرية السعودية الى لبنان قال: لقد لاحظنا بعض المواقف بشأن تجهيز الجيش اللبناني من قبَل السعودية، وهناك تفاهُم مع فرنسا بهذا الشأن، إلا انّ تراجُع السعودية جاء لأسباب سياسية، مؤكداً ضرورة تجهيز الجيش اللبناني بالسلاح لمواجهة التكفيريين، معرباً عن املِه تنفيذَ هذا الامر من قبَل السعودية او غيرِها من الدول.

القانون الانتخابي

ومع عودة رئيس الجمهورية الى بيروت، يُفترض ان تشهد الحركة السياسية مزيداً من الزخم، وخصوصاً حول القانون الانتخابي الذي يخضع لنقاش معمّق بين القوى السياسية، في وقتٍ كرّر فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري تحذيره من عامل الوقت، وقال امام النواب في لقاء الاربعاء: إنّ «الوقت باتَ يَدهمنا ويضغط علينا، وكما عبّرتُ في السابق فإنّ المطلوب إنجاز قانون جديد في أسرع وقت، وهذا ما ينتظره اللبنانيون وما وعدَت به القوى السياسية». وأعرب عن خشيته مرّةً اخرى من «مواقف بعض الذين سيوفُهم على قانون الستين وقلوبُهم معه».

وعلمت «الجمهورية» أنّ نقاشاً انتخابياً يجري بين مختلف القوى السياسي يأخذ شكلَ النقاش الثنائي وكذلك الثلاثي، إلا انّه حتى الآن لا يمكن القول بإمكان الوصول الى نتائج.

وقالت مصادر مشاركة في هذا النقاش، إنّ الامور كانت سائرة بشكل مكثّف، لكنّ الاتصالات قد خفَتت بعض الشيء في الآونة الاخيرة، ومرَدّ ذلك الى انّ قسماً كبيراً من الوزراء، وكذلك من المعنيين موجودون خارج لبنان. ولكن مع عودة رئيس الجمهورية يُفترض ان تشهد الحلقة الانتخابية مزيداً من التزخيم وحركة نشطة جداً على هذا الصعيد.

وكشفَت المصادر انّ حظوظ القانون المختلط قد تراجعَت من دون ان يغلقَ النقاش حوله بعد، فيما يتركّز النقاش بصورة اساسية حالياً على صيغة التأهيل، والبحث في تحديد نسبة التأهيل وحجم دائرة التأهيل. خصوصاً وأنّ الاتصالات الأولية بين القوى السياسية، اظهرَت انّ هناك قابلية كبيرة للموافقة على هذه الصيغة التي يمكن اعتبارها «نسبية مخفّفة»، كونها تعطي ضمانات للقوى الأقلّية ولا تتركها اسيرةً للقوى الكبرى.

وأكدت المصادر انّ النقاش يشارك فيه الجميع، لكن لا نتائج ملموسة حتى الآن، هناك تقاطعات في المقاربات العامة لكن الامر يحتاج الى مزيد من النقاش، علماً انّ الجميع باتوا يدركون انّنا وصلنا الى مرحلة حساسة، وصار المطلوب اتّخاذ القرارات بسرعة. ولكن ما يجب الالتفات له، هو انّنا طالما إنّنا لم نصل الى قانون جديد فالأقوى هو القانون النافذ أي قانون الستّين.

مجلس وزراء

ولم يوقِف غياب رئيس الجمهورية مع 8 وزراء بمَن فيهم السياديون الاربعة، عملَ مجلس الوزراء، فالتأمَ كما كان مقرراً في السراي الكبير برئاسة الحريري لمناقشة جدول اعمال مقتضَب من 11 بنداً، لكنّه كان مناسبةً لتأكيد الحريري امام جميع الوزراء وخصوصاً وزراء «حزب الله» انّ كلام رئيس الجمهورية من الرياض يعبّر بأمانة وصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة اللبنانية تجاه الاشقّاء العرب».

وأكدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ مناقشات الجلسة كانت هادئة جداً وخلت من السياسة واقتصَرت على المقاربات التقنية للبنود التي كان ابرزها البند الاول المتعلق بتعديل النظام المالي من هيئة ادارة قطاع البترول، وهو البند الذي طلب وزير الطاقة سيزار ابي خليل تأجيلَه في بداية الجلسة بعدما سمعَ من عدد من الوزراء قبل الدخول الى الجلسة انّه لم يتسنَّ لهم الوقت لقراءته بصيغته الجديدة.

أبي خليل لـ«الجمهورية»

وقال أبي خليل لـ«الجمهورية» إنّ التأخير في وضع الملاحظات على هذا البند ادّى الى تأخير رفعِه الى مجلس الوزراء، فأحيلَ عشيّة الجلسة، وسببُ إرجائه يعود الى امرين؛ الاول انّ عدداً من الوزراء طلب وقتاً إضافياً للاطّلاع عليه، والسبب الثاني انّ غياب وزير المال المخوّل الردّ على اسئلة الوزراء بالشقّ الذي يعنيه. وقد أخذت المبادرة بتأجيله حفاظاً على فاعلية الجلسة.

وأشار الى انّ هذا البند يتضمن التعديلات التي اضيفَت بطلب من ديوان المحاسبة، وهي تتعلق بتفصيل تنظيمي للنظام المالي لهيئة ادارة قطاع البترول.

وكشف انّه سيعرض على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة خريطةَ طريق للبدء باستدراج العروض بعد الانتهاء من المزايدة وإقرار المراسيم التطبيقية، علماً انّ دورة التراخيص الاولى للمناقصة المفتوحة بدأت في 2 أيار 2013. وخريطة الطريق هذه ستتيح لنا عملياً بدءَ الخطوات العملانية الأولى المتعلقة بهذا الملف.

فنيانوس

وخلال الجلسة، اثارَ وزير الأشغال يوسف فنيانوس موضوع خطورة تواجدِ طيور النورس في محيط المطار على سلامة الطيران المدني بفعل مصبّ نهر الغدير ومكبّ الكوستا برافا، وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة، فدعاه رئيس الحكومة الى اجتماع بعد الجلسة لبحث الموضوع. وبالفعل تمّ اتّخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذا الخطر.

واللافت انّ إثارة الموضوع من خارج جدول الاعمال تزامنَت مع تغريدة النائب وليد جنبلاط التي قال فيها: «أياً كان الثمن، لإبعاد مكبّ النفايات عن مطار بيروت كي لا تقع الكارثة. بالأمس شارفناها على لحظة».

لكنّ فنيانوس نفى ان يكون قد علم بالتغريدة داخل الجلسة مؤكداً أنّ تطرّقَه الى هذا الامر أتى بناءً على كثرة الحديث عنه في وسائل الإعلام. وكانت قد تردّدت معلومات انّ طائرةً تابعة لـ»طيران الشرق الاوسط» كانت تهبط امس الاول على مدرج المطار فإذ بها تصطدم بأعداد هائلة من هذه الطيور.

وعلمت «الجمهورية» انّ الاجهزة التي تصدِر اصواتاً تخيف هذه الطيور وتبعِدها، والتي طلبَ الحريري من مجلس الإنماء والإعمار زيادة عددها، سيؤمّنها المتموّل جهاد العرب، وهو صاحب الشركة نفسها التي التزَمت أعمال مكب النفايات في مطمر الكوستابرافا وطمر السنسول

 

 

اللواء :

فيما شكلت زيارتا الرئيس ميشال عون برفقة الوفد الوزاري الثماني، إلى كل من الرياض والدوحة، محاولة جدية لبنانية، لترميم العلاقات أو إعادة إحيائها مع المحيط العربي من البوابتين السعودية والخليجية، كانت المخاوف تتجدد من عجز الطبقة السياسية عن إنتاج قانون جديد للانتخابات، مما يعني أن ابغض الحلال اجراؤها على اساس قانون الستين، كما انها تتجدد من بروز أزمة نفايات جديدة، تسببت بها نفايات مطمر «الكوستابرافا» الذي يصب به نهر الغدير، ما نجم عن ذلك من تكاثر طيور «النورس» في المكان، وبالتالي إعاقة حركة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الامر الذي حضر بقوة في مجلس الوزراء، وكان موضع متابعة بين الرئيس سعد الحريري ووزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس، حيث تم في الاجتماع الذي عقد بينهما بعد انتهاء مجلس الوزراء اتخاذ إجراءات سريعة وكفيلة بمعالجة خطر هذه الطيور على سلامة الملاحة الجوية، ووضع مصب نهر الغدير، لينتهي اليوم الطويل بقرار لقاضي الأمور المستعجلة حسن حمدان بايقاف إلقاء النفايات في مكب «الكوستابرافا» ريثما ترفع الوزارات المعنية تقاريرها على هذا الصعيد.

زيارة قطر

رئاسياً، وفيما استمرت المفاعيل الإيجابية لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس عون والوفد المرافق له، انتقل رئيس الجمهورية من الرياض إلى الدوحة، المحطة الثانية في أولى جولاته العربية بعد انتخابه رئيساً للجمهورية.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل في الديوان الاميري الرئيس عون وعقد معه جلسة مباحثات رسمية قبل ظهر أمس، حضرها نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الداخلية وعدد من الوزراء، وعن الجانب اللبناني الوفد الوزاري المرافق للرئيس عون.

وأوضحت الوكالة أن المباحثات تطرقت إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها تطورات الأحداث في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات. واتفق على تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، على أن تقصد برئاسة رئيسي الحكومة في كل منهما. كما اتفق أيضاً على تشجيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بما يعود بالنفع على الجانبين.

وسبق جلسة المحادثات استقبال رسمي للرئيس عون، حيث لاقاه الأمير تميم واستعرضا معاً حرس الشرف. وبعد الجلسة الموسعة، عقدت خلوة دامت نصف ساعة بين الرئيس عون والشيخ تميم استكملت خلالها النقاط التي اثيرت في الجلسة الرسمية.

وقالت مصادر الوفد اللبناني أن الأمير تميم رحب بالرئيس عون، معرباً عن ارتياح دولة قطر لانتخابه واصفاً انه كان «الخيار الافضل»، وكاشفاً أن بلاده تتطلع إلى تنمية العلاقات بين البلدين.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الرئيس عون طلب من الأمير تميم أن تمضي بلاده في استخدام صداقاتها وتأثيراتها للمساهمة في تحرير الجنود اللبنانيين التسعة الذين يحتجزهم تنظيم «داعش»، إضافة إلى المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والصحافي سمير كساب.

وعلى الرغم من حراجة الوضع ودقته، وعد الأمير تميم ببذل ما تستطيعه بلاده في سبيل ذلك، كما وجه الرئيس عون دعوة لأمير قطر لزيارة لبنان ووعد بتلبيتها.

وفي معلومات «اللواء» من مصادر دبلوماسية عربية، أن كلا الزيارتين ساهمتا في طي صفحة الالتباسات الماضية، وأن دول الخليج، وفي مقدمها السعودية وقطر حريصة على دعم لبنان المعافى، وعلى إعادة تحريك المساعدات والتبادل التجاري وحركة سفر المواطنين بين البلدين، في إطار تأكيد الالتزام اللبناني بالانتماء إلى محيطه العربي، والعربي لاحتضان لبنان والتجاوب مع متطلباته.

وتوقعت هذه المصادر أن يتفعل عمل «البنك الإسلامي للتنمية» سواء في تقديم قروض أو مساعدات طويلة الأجل، لإنهاض مشاريع تقترحها الحكومة اللبنانية.

وفي ما خص الهبات لدعم الاقتصاد والمؤسسات الأمنية والعسكرية، فإنها ستوضع على السكة المناسبة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن استقبال الملك سلمان واختيار الرئيس عون أن تكون الرياض أول زيارة له بعد انتخابه، يعبّر عن سعي جدي لتطبيع العلاقات الثنائية التي شابها الكثير من اللغط والتوتر والفتور في الأعوام الثلاثة الماضية.

ولا تخفي هذه المصادر أن «فترة الاختبار هذه بقدر ما تشكّل نظرة إلى الأمام، تشكّل امتحاناً للبنان وقيادته الجديدة في الدفاع عن مصالحه، مما يعني تجاوزاً سياسياً لتحافات مع محور إيران في المنطقة».

وإذ نصحت مصادر سياسية لبنانية بعدم رفع سقف التوقعات، دعت إلى رصد النتائج في ضوء فتور ملحوظ في تعامل اعلام «حزب الله» مع الزيارة الرسمية للرئيس عون، لا سيما إلى الرياض، على الرغم من الاجتماعات البعيدة عن الأضواء التي عقدها الوزير جبران باسيل مع قياديين في الحزب للتعاطي مع الزيارة بعيداً عن التشويش.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس عون أن لبنان «لم يقم بأي عمل يضر بالمصلحة العربية، خاصة مصالح المملكة العربية السعودية، وان الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يستخدم في الداخل، مشيراً إلى أن وجود السلاح في الأصل كان مرتبطاً بظروف دقيقة.

كما أوضح، وفقاً لما نقلت عنه محطة «العربية»، انه لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، وهذا الدور أصبح جزءاً من ازمة الشرق الاوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والايرانيون.

مجلس الوزراء

في بيروت، وبانتظار عودة الرئيس عون والوفد المرافق اليوم، عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الثانية بعد نيل الثقة في السراي الكبير برئاسة الرئيس الحريري، والتي غلب عليها الطابع السياسي، على خلفية الكلام الذي أعلنه رئيس الحكومة حول «الزيارة التاريخية والناجحة» للرئيس عون الى السعودية وقطر، واصفاً المحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه الرئيس عون وتجاه اللبنانيين عموماً بأنها «ليست غريبة عن المملكة وقيادتها والتي كانت النصير الأوّل لأمن لبنان واستقراره وسلامة العيش المشترك بين أبنائه، بعيداً عن التدخل الخارجي».

وطفت على المداولات الروح الإيجابية، على الرغم من «فورة الغضب» التي انتابت وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان الذي لم يتمكن من انتزاع سلفة مالية لتسيير أمور وزارته الطموحة والمستحدثة لإعلاء شأن المرأة، وعلى الرغم ايضاً من ارجاء البت ببند تعديل كامل القسم الثاني من النظام المالي لهيئة إدارة البترول، بناء على طلب الوزير المعني سيزار ابي خليل، نظراً لوجود وزير المال ضمن الوفد المرافق للرئيس عون.

وفي ما خص البند الرابع المتعلق بطلب الوزير معين المرعبي تقديم ما يلزم لتحسين وضعية وزارته المتعلقة بملف النازحين السوريين، وبناء على طلب نائب رئيس الحكومة غسّان حاصباني، تحوّلت خلية الأزمة الى لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة تُعنى بهذا الملف، بعد تقرير البنك الدولي عن النفقات والاحتياجات، وانطلاقاً من ان البنية التحتية اللبنانية معدة لخدمة ثلاثة ملايين لبناني، فإذا بها اليوم مطلوب منها خدمة ستة ملايين شخص يقيمون على الأرض اللبنانية.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن الجلسة المقبلة ستعقد في القصر الجمهوري، لبت المواضيع المرجأة، من دون استبعاد حصول تعيينات إدارية في بعض المراكز الشاغرة، ومن بينها محافظ جبل لبنان.

مطمر «الكوستابرافا»

ونفى وزير البيئة طارق الخطيب في تصريح لـ«اللواء» أن يكون مجلس الوزراء قد اتخذ في جلسته أمس اي قرار يتصل بوقف الطمر في «الكوستابرافا»، وقال ان قرار قاضي الأمور المستعجلة قضائي ولم يصر الى تبلغ مضمونه.

وكانت مصادر وزارية قد أكدت أن المجلس لم يبحث أمس في موضوع مطمر الكوستابرافا إطلاقاً، وأن الاجتماع الثنائي بين الرئيس الحريري والوزير يوسف فنيانوس والذي تركز على موضوع تأثير الطيور على حركة الملاحة الجوية جرى في خلاله التوافق على زيادة المعدات بشأن «الذبذبات» التي يمكن ان تحول دون هذا التأثير.

ولفتت المصادر إلى أن الموضوع اثير عرضياً، ولم يتناول المجلس بالتفصيل حول الاضرار الناجمة عن الطيور وخطرها على حركة الطيران.

وأكّد الوزير غازي زعيتر لـ«اللواء» انه كان قد حذر الحكومة السابقة من فتح مطمر بالقرب من المطار، وأن هذه المعدات التي اتفق سابقاً على استخدامها لن تكون لها فعالية في مسافة معينة بعد سور المطار، مشيراً إلى انها تعمل فقط ضمن محيط المطار وعند عملية اقلاع الطائرة، لافتاً إلى ان الخطورة تكمن في مصادفة الطائرة لطيور تحلق في السماء، مثلما حصل أمس الاول مع طائرة «الميدل ايست» أو مرورها في الأجواء القبرصية.

ووصف الوزير زعيتر أجواء الجلسة بالهادئة وبأنها تتسم بالجدية.

إلى ذلك، علم أن الرئيس الحريري طلب من الوزراء اعداد المشاريع الخاصة بالوزارات تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

قانون الانتخاب

نيابياً، نقل نواب لقاء الأربعاء عن الرئيس نبيه بري توجسه من ان تكون نيات بعض القوى السياسة استقرت على اعتماد قانون الستين في الانتخابات المقبلة، خلافاً لما يعلن.

وكشف انه خلال اجتماع مكتب المجلس اليوم سيطرح عقد جلسات مراقبة ومحاسبة للحكومة في اطار تفعيل دور المجلس.

ولم يستبعد مصدر نيابي تحديد موعد الجلسة التشريعية قبل نهاية هذا الشهر.

وحضر الملف الانتخابي في اجتماع تنسيقي بين حزبي الكتائب والأحرار، حيث أكّد رئيس الكتائب النائب سامي الجميل أن التسوية السياسية السارية المفعول في البلاد تتضمن بقاء قانون الستين، خلافاً لما يعلن.

وفي إطار متصل، علمت «اللواء» أن الاتصالات مستمرة مع النائب وليد جنبلاط، في ما خص قانون الانتخاب الجديد الذي يحرص الرئيس الحريري على التوصّل إليه بتفاهم جميع المكونات لاجراء الانتخابات على اساسه، انسجاماً مع البيان الوزاري للحكومة.