مصطلح قبض على ناصية الحقيقة التي تعيش فيه شعوب منطقتنا،هذا المصطلح الذي يلخص المرحلة العربية والإسلامية بأسرها.

فنحن نعرف أن القداسة مفهوم في غاية السمو والإرتقاء،ما أضيف إلى إسم أو مفهوم أو نص أو كتاب إلا زانه وعرفه ورفعه.

والجهل مفهوم غاية في الدنو والإنغماس والركوس إلى الأسفل  فكيف تضاف القداسة إلى الجهل؟ نعم،كيف يضاف الغس إلى الثمين، كيف تضاف الظلمة إلى النور؟

نعم، عندما ندخل عالمنا العربي اليوم نجده ينغمس بموروثات يعتبرها مقدسة وهذه الموروثات لا تضع مجتمعنا في نقطة التوقف الزمني فحسب بل ترجع به إلى الوراء ،إلى أراء ماضين سبقتهم التجارب الإنسانية والتراكم الكمي والنوعي  للمجتمعات البشرية ومع ذلك يأتي من يقدم رؤية الحاضر بفهم الماضي.

الماضي الذي يمضي مرغما وليس بإرادة أحد رده إلى الحاضر، كل شيء في هذا الكوكب في تماه مع حركة الكون نحو التطور والتغير.وحده العقل العربي والإسلامي يستعصي على عملية التحول والتطور، وإذا أمعنا النظر قليلا في الأسباب الواقعية لنعزو إليها السبب، السبب المباشر أو غير المباشر في عملية الإنغماس في غياب الجهل المقدس لرأينا الفكر المتدين المهيمن على الحرية المعطلة التي عطلها رجال الدين وأشباههم ليس خوفا على الدين، فالدين مع الحرية يصعد بالإنسان إلى النور المقدس،بل خوفا على الموقع المتسلط باسم الدين أي تجارتهم الرابحة التي من خلالها قبضوا على مقاليد السلطة واستبدوا باسم الدين .

أرادوا حصار المعرفة بالدين والدين لا يريد أن يقيد المعرفة ويحصرها به وارادوا تدين المرافق العامة للحياة اليومية للجماعة، والدين يريد أن يدين الفرد بمفهوم يحترم الحياة ويصنعها ويعمل  لما بعدها .

كيف لا وهم يختصرون الثقافة بمَا يقرأون ويحرمون قراءة الآخر وثقافته ورؤيته للحياة ، يأخذون من الآخر كل ما يحتاجون بمَا وصل إليه من تقدم تقني ولا يريدون أن يعترفوا ، له به ، بل ويريدون أسلمة المعرفة وأكثر من ذلك يتبجحون أنهم وكتبهم لديهم حل كل مشكلات الحياة .

إن مقولة الدين ما ترك من شارده ولا وارده إلا  وبينها، قول فيه تجديف، بالمعرفة والدين معاً . نعم للدين مساحاته في أحكام   كلية وللفراغ مساحة يملأها العقل البشري قياساً وتنزيلاً مع المقصد الديني .

ولذلك نقول إن إنسداد العقل عن جهده في مواصلة تقديمه الرؤيا هو العائق الأساسي في تطور العقل العربي والإسلامي وأن الإستبداد وقمع مناخ الحرية في التفكير وتقديم الأفكار القديمة كمقدس لا يمكن أن تمتد إليه يد العقل هو الحاجز أمام عبور مجتمعاتنا العربية إلى التقدم والرقي والبقاء في آتون النزاعات الدينية والمذهبية والعرقية والقومية.