اعتبر الوزير السابق ابراهيم نجار أن ما صرّح به الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مؤخرًا عن تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل، "لا يتصل لا من قريب أو من بعيد بالقرار 1701"، لافتا الى أنّه أصلا "لا صفة قانونية ولا دستورية أو سياسية لحزب الله للتنصل من هذا القرار".

وأوضح نجار، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "حزب الله" اختار مزارع شبعا للرد على عملية القنيطرة كونها أراض حيث السيادة ملتبسة فيها وخارج نطاق الـ1701 وحتى الخط الأزرق، مشيرا الى أن سوريا لم تقدم حتى الساعة أي أوراق رسمية للأمم المتحدة تثبت أنّها أراض لبنانية. ولفت نجار إلى أنّ اختيار "حزب الله" لمنطقة شبعا ليردّ عبرها يؤكد أنّ "غسل نصرالله يديه من قواعد الاشتباك يعني أنّ الجولان والاراضي الواقعة خارج نطاق الـ1701 بالاضافة الى كل المناطق بالعالم حيث تتواجد أهداف اسرائيلية هي دون هذه القواعد".

وأضاف: "بمعنى آخر فإنّ نصرالله قد شدد على ان الحزب حر باتخاذ كل الخطوات العسكرية التي يمكن أن تؤذي اسرائيل في كل بقاع العالم".  

رد اسرائيل على عملية شبعا سيكون أقوى بكثير وشدّد نجار على أنّه وبما يتعلق بالـ 1701، فان أي قرار بشأنه يعود للمراجع الدستورية اللبنانية والمراجع القانونية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وطبعا الحكومة اللبنانية حصرا، لافتا الى ان الموقف الأخير لرئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا المجال "ليس الا تأكيدا بأن نصرالله لم يقصد بقواعد الاشتباك التنصل من القرار الدولي 1701".

واعتبر نجار أن ما يضفي نوعا من الجدية الى المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الاسرائيلي آفيغدور ليبرمان هو أن اسرائيل لم ترد مباشرة على عملية شبعا، ما ينم عن ارادة واضحة لدى اسرائيل في الرد على "حزب الله"، ولا شك أن هذا الرد سيكون أقوى بكثير مما شهدناه حتى الآن.

وأشار إلى أنّ "عدم الرد فورًا على عملية شبعا ناتج عن ضغوطات أميركية ودولية كبيرة على اسرائيل، باعتبار أن المنطقة لا يمكن أن تتحمل مزيدا من التعقيد والتطورات العسكرية". ورأى نجار أنّ هذه الحرب مبرمجة وسيكون لها حساباتها وخاصة لدى الادارة الأميركية.

  تداعيات خطيرة على موضوع الحوار الداخلي ولفت نجار إلى أنّ ما قام به "حزب الله" في شبعا يثبت مجدّدًا أنّه "الذراع المسلحة لايران في المنطقة وبالتالي فان قراره مقرون بالقرار الايراني"، وأعرب عن اعتقاده بأنّ "حزب الله لا يقدر أن يحسم وحده بالقرارات العسكرية والقرار النهائي فيها لايران بدليل حضور رسميين ايرانيين التعازي بمقتل عناصره في القنيطرة كما بمؤازرته بكل ما قام به بعيد العملية".

ورجّح نجار أن يكون للتطورات الأخيرة المتعلقة بـ"حزب الله" تداعيات خطيرة على موضوع الحوار الداخلي، "باعتبار أنه في كل مرة يلتزم فيها حزب الله بحلول معينة لاراحة الأجواء، يتخذ بالمقابل قرارات ويقوم بأفعال تؤزم الأوضاع على الصعيد الاقليمي، ما يضع صدقية الحوار الحاصل على المحك".