اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أنّ مؤتمر "إعادة توطين النازحين السوريين إلى دول أخرى" والذي سيشارك فيه مطلع الشهر المقبل في جنيف، كما طرح توطين عدد من الدول بشكل عام، "مؤشرٌ مخيفٌ يوحي بأنّ لا حلّ سياسيًا للأزمة السورية في الأفق"، لافتا إلى أنّ الأعداد المطروح نقلها إلى دول أخرى قليلة وقد لا تتعدى الـ100 الف. وأوضح درباس، في حديث إلى "النشرة"، أنّ من يُعمل على ترحيلهم هم من النخب، وقال: "ما نخشاه أن يكون الأمر محصورًا بالمسيحيين السوريين". واعتبر أن التوجه لتوطين هذه الأعداد ليس الحل المطلوب لأزمة اللاجئين، نافيًا نفيًا قاطعًا أن يكون قد تم طرح موضوع توطين اللاجئين في لبنان. وقال: "لم يطرحه أحد علينا وأصلا لا نقبل بطرحه ولكن التوجس والاحتياط يبقى واجبًا". ووصف درباس ملف اللاجئين بـ"العبء الكبير" على لبنان خاصة وأن نصف الشعب اللبناني بات من غير اللبنانيين، وهو ما كان ليدق جرس الانذار في أي دولة بالعالم.   خطوات أساسية باتجاه الحلّ وشدّد درباس على وجوب الاضاءة على الايجابيات التي بدأت تلوح بملف النزوح وعدم حصر الموضوع بسلبياته، قائلا: "يكفي أنّ كلّ فئات الشعب اللبناني اتفقت على كيفية التعاطي مع الملف من خلال القرارات التي صدرت مؤخرًا عن الحكومة"، لافتا إلى أنّ "توقف النزوح بشكل كامل، وشطب أكثر من 80 ألف نازح من سجلات الناجحين والمضيّ قدمًا بخطة تقييم مدى انطباق شروط النزوح على الذين لا زالوا مسجلين، كلّها خطوات أساسية باتجاه حل الموضوع". واعتبر درباس أنّ الحركة الدولية لمساعدة لبنان وبالرغم من أنّها لا تزال في بداياتها، يجب البناء عليها، على أن تقترن بحلول أكبر وأكثر فعالية، وقال: "ما يجعلنا مطمئنين الى حد ما هو اقتناع الدول المحيطة بوجوب الحفاظ على استقرار لبنان الذي يحوي كل هذه الأعداد من النازحين والذي في حال اهتز الوضع فيه سيطال المحيط دون ادنى شك".   متمسكون بسياسة النأي بالنفس وردًا على سؤال عمّا يحكى عن وجوب التنسيق والحوار مع النظام السوري لاعادة اللاجئين، أكّد درباس أنّ الحكومة والمعنيين يسهّلون عودة أيّ لاجىء سوري، "وإذا كان لدى الحكومة السورية أي برنامج لاسترداد اللاجئين، فهم سيجدون تجاوبًا تامًا من قبل الحكومة اللبنانية". وأضاف: "أما إذا كان المطلوب الحوار السياسي مع سوريا لغرض ما، فذلك سيفرض علينا الحوار مع باقي الأطراف السورية، فكما الكل يعلم النظام السوري لا يحكم قبضته على كل الأراضي السورية". وشدّد درباس على التمسك بسياسة الناي بالنفس لتجنيب لبنان المزيد من الانزلاق في الازمة السورية.   لعدم اثارة الذعر بالنفوس من خلال ملف الامن الغذائي وتطرق درباس لملف الأمن الغذائي، مشدّدًا على وجوب أن لا يكون مادة سجالية جديدة بين وزراء الحكومة، وقال: "يجب أن نستثمر بايجابية ما طرحه وزير الصحة وائل أبو فاعور وهو ما حصل بالفعل من خلال الاحتياطات التي اتخذتها المطاعم والمؤسسات المعنية كما من خلال تنبيه اللبنانيين الى بعض المخاطر، ويجب أن تقف الامور عند هذه الحدود لأن المطلوب ليس إثارة الذعر في النفوس". واعتبر أنّ السجال بين الوزراء ما كان يجب أن يتم عبر وسائل الاعلام، "فاذا كان لدى أي من الوزراء وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر أبو فاعور كان يجب أن يتم طرحها على طاولة مجلس الوزراء".