يحكي الرئيس نبيه بري عن بوادر ايجابية للحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، فيما تتحدث مصادر في التيار الازرق عن تحفظات. وبعيدا من التفاؤل او التحفظ، ثمة ما يطرح عن جدوى الحوار، الا التقاط صورة شكلية ضاحكة ما دامت الامور العالقة تخرج عن ارادة الاول، وقرار الثاني.   الملف الخلافي السابق في الوقت، هو مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، واشتراط قوى 14 آذار اعلان الانسحاب قبل الاتفاق على نقاط اخرى عالقة. لكن انخراط الحزب في الصراع السوري الدموي، او تورطه، غير قابل للنقاش لأسباب عدة: اولها ان التراجع بات صعبا بعدما أقنع الحزب جمهوره وآخرين بأنه يدافع عن ناسه لعدم بلوغ "النصرة" و"داعش" الداخل اللبناني، وما دام التنظيمان الارهابيان قائمين، فإن العودة عن القرار غير جائزة. وثانيها ان النظام السوري لم يعد قادرا على الصمود وحده، وهو في حاجة الى دعم الحزب والحرس الثوري الايراني ومجموعات شيعية عراقية تقاتل الى جانبه، ومن غير الجائز التخلي عنه في اللحظة الحرجة. وثالث الاسباب ان ثمة قرارا ايرانيا بالقتال مع النظام السوري، وهذا يقيد الحزب الى حد كبير. في ظل هذا الواقع يصبح الحوار حول الموضوع مضيعة للوقت ما دامت أي نتيجة غير مأمولة منه. والملف الخلافي الثاني هو رئاسة الجمهورية. "تيار المستقبل" دعا الى مشاورات للاتفاق على رئيس توافقي، مما يعني التخلي عن مرشح قوى 14 آذار، اي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مقابل تخلي فريق 8 آذار عن مرشحه العماد ميشال عون، لكن الجواب جاء سريعا من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كما نقل عن مساعده السياسي ايضا، بأن عون "مرشحنا حتى قيام الساعة"، مما يعني رفض البحث في مرشح توافقي، وتاليا اقفال النقاش والحوار في الموضوع. في مضمون الحوار لم يبق شيء للبحث، الا محاولة الاتفاق على قانون جديد للانتخاب، وهو موضوع شائك ايضا، ولا رغبة حقيقية في انجازه بعد التمديد لمجلس النواب سنتين وسبعة اشهر تبدأ منذ بعد غد الخميس. اما في الشكل، فثمة تباعد ايضا، فقد دعا الرئيس سعد الحريري الى مشاورات وطنية، فرد عليه السيد حسن نصرالله بقبول الحوار الثنائي، مما أزعج الآخرين ايضا، لان كل حوار ثنائي هو إلغاء لهم من المعادلة. يبقى ان طاولة الحوار الوطني كانت الاطار الانسب لحوار كهذا، وحاولت التوصل الى اتفاق على استراتيجية دفاعية للبنان، لكن كل المشاريع التي اعدت في هذا المجال، ذهبت ادراج الرياح، بعدما امتنع "حزب الله" عن قبول البحث في اي منها. وحده "اعلان بعبدا" تفلت من خرم الابرة، فصدر عن تلك الطاولة، وقوبل باعتراض لاحقاً. بعد كل هذا، الا يجوز السؤال عن مغزى الذهاب الى حوار؟